-->

January 18, 2018

January 18, 2018

قصص للأطفال: حركة واحدة

Thursday, January 18, 2018 January 18, 2018

قصص للأطفال: حركة واحدة
حركة-واحدة

كان هنالك طفل في العاشرة من عمره قد فقد ذراعه اليسرى في حادث سيارة، كان لهذا الطفل عزيمة كبيرة ولم يستسلم للإعاقة بل قرر تعلم الجودو.
لم يتحمس أصدقائه وعائلته للفكرة وظنوا أنه لن يتقن اللعبة بيد واحدة ثم من هو المعلم الذي يقبل أن يعلم الجودو لطفل بيد واحدة وخصوصا أن هذه الرياضة تعتمد بشكل كبير على كلتا اليدين.
لم يكن الطفل يريد مجرد تعلم الجودو ولكنه اراد أن يصبح بطلا، أعجب والده بإصراره وطموحه وقرر مساعدته بالبحث عن معلم جيد يحقق له حلمه.
بحث والد الطفل كثيرا ولم يجد هذا المعلم فمعظم المعلمين قبلوا بتعليم الطفل ولكنهم لم يضمنوا أن يصبح بطلا، إلى أن سمع الأب عن معلم عجوز يتقن الجودو وتخرج على يده أبطال كثيرون فذهب إليه وحدثه في أمر ولده فقبل المعلم الرهان.
في اليوم الموالي قصد الطفل صالة التدريب واستقبله المعلم بسرور وبدأ التدريب في الحال، مرت الأيام والشهور و تعلم الطفل حركته الأولى وأتقنها، ولكن المعلم لم يعلمه حركتا أخرى بل أصر أن يواصل الطفل التدريب على هذه الحركة وحسب وذات يوم سأل الطفل معلمه: "لقد أتقنت هذه الحركة يا سيدي، أفلا علمتني حركة أخرى؟" فرد عليه المعلم: "هذه هي الحركة الوحيدة التي تعلمتها وهي الحركة الوحيدة التي تحتاج لتصبح بطلا".
لم يفهم الطفل قصد المعلم ولكنه كان يثق فيه كثيرا فواصل التدريب من دون تذمر.
بعد عدة أشهر بدأت بطولة الجودو في تلك البلدة، قرر المعلم أن يدخل الطفل في البطولة وطلب منه الاستعداد، لم يكن الطفل يظن أنه قادر على الفوز بها بحركة واحدة فقال لمعلمه: "كيف يمكنني الفوز بالبطولة وأنا لا أحسن سوى حركة واحدة؟" فقال له المعلم :"هذه الحركة هي التي سوف تجعلك تفوز".
وبدأت البطولة وخاض الطفل مباراته الأولى ولشدة عجبه فقد فاز بها بسهولة تامة وفاز كذلك بالثانية والثالثة ووصل إلى النصف نهائي وكان خصمه أقوى هذه المرة ووجد صعوبة كبيرة ولكن معلمه حثه على المواصلة وبالفعل فاز وتأهل إلى المبارأة النهائية.
قصص-الاطفال

في النهائي واجه خصما ذو خبرة كبيرة وقوي جدا، بدت المباراة محسومة للخصم فقد كان متفوقا وخشي الحكام أن يصاب الطفل خصوصا وأنه بيد واحدة وقرروا ايقاف المباراة، ولكن المدرب العجوز رفض وقال إن في وسع تلميذه المواصلة، وواصل التلميذ المباراة بعزيمة كبيرة وقبل النهاية بقليل ارتكب خصمه خطأ مكن التلميذ الصغير من الفوز، وانتهت المباراة بفوزه وأصبح بطل المدينة وتحقق حلمه.
في الطريق إلى البيت سأل التلميذ معلم وهو لا يزال لا يصدق أن فاز بالبطولة بيد واحدة وبحركة واحدة: "كيف تمكنت من الفوز بالبطولة بحركة واحدة يا سيدي؟ واكن خصمي أقوى وأمهر وأكثر خبرة؟؟" فأجابه المعلم: "لقد فزت لثلاثة أسباب: الأول عزيمتك واصرارك على الفوز، والثاني هو إتقانك لأصعب حركة والثالث هو أن نقطة الضعف الوحيدة لهذه الحركة هي أن يمسكك الخصم من ذراعك اليسرى وأنت لا تملك ذراعا يسرى".
أحيانا نعتقد أن نقاط ضعفنا هي التي تمنعنا من التقدم والنجاح في الحياة ونشعر بالظلم ولكن قد تنقلب نقاط ضعفنا يوما ما إلى نقاط قوة وتميز ومفتاحا للنجاح والتألق ونتذكر كيف كانت نظرتنا في البداية وكم كنا غافلين وغير مدركين لحكمة الله ولهذا على الانسان أن يرضى بما قسم الله له ولا يتأسف على شيء لم يعطه ويواصل حياته ويحاول تحويل نقاط ضعفه إلى نقاط قوة ويتوكل على الله في كل شيء.

شكرا على القراءة والمتابعة.

لا تنسى تصفح والاعجاب على صفحة الفيسبوك 
قد يعجبك أيضا:

تعليقات

  • فيسبوك
  • جوجل بلاس
جميع الحقوق محفوظة لـ قصص للاطفال

تصميم و تكويد