-->

يوليو 06, 2018

يوليو 06, 2018

قصص للأطفال: ثقب في السياج

الجمعة، 6 يوليو 2018 يوليو 06, 2018

قصص للأطفال: ثقب في السياج

ثقب في السياج

في إحدى القرى الصغيرة الجميلة عاش طفل صغير مع أبيه وأمه، كان هذا الطفل الوحيد لوالديه وكان حاد المزاج وسريع الغضب ما كان يقلق والديه كثيرا، كثيرا ما كان هذا الطفل يفقد أعصابه لأتفه الأسباب ويشتم الآخرين كبارا أو صغارا، وكان دائم الشجار مع أقرانه ما كان يسبب الكثير من المشاكل للوالدين بالإضافة أنه كان مهملا لدروسه ودائم اللهو...
بسبب تصرفاته المشينة أصبح هذا الطفل منبوذا من طرف أصدقائه وجيرانه، لم يكن أحد يحبه في تلك القرية بسبب سمعته السيئة، وكان الأطفال يتجنبون اللعب معه، كان والداه ينصحانه دوما بتغيير تصرفاته وأن يكون لطيفا مع الآخرين وأن يهتم بدروسه، ولكن من دون جدوى، جرب الوالدين الكثير من الطرق من أجل تأديب ولدهما، فلم جدي العقاب نفعا بل زاده سوء، وفي يوم من الأيام خطرت للوالد فكرة من شأنها تغيير سلوك ولده وتعلمه من أخطائه...
ذهب الوالد إلى السوق وجلب كيسا مملوء بالمسامير وطلب من ولده أن يسمر مسمارا في سياج الحديقة كلما فقد أعصابه أو تسبب في مشكلة أو لم يهتم بدروسه، ووعده أنه إن فعل ذلك فلن يعاقبه على فعله، سر الطفل كثيرا لهذا العرض وقبل به فهو افضل من العقاب على كل حال....
وبالفعل أصبح الطفل كلما فقد أعصابه يهرول إلى السياج ليسمر مسمارا، في اليوم الأول دفعه تهوره إلى تسمير 30 مسمارا، ولكن بعد أيام قليلة تقلص عدد المسامير التي سمرها الولد إلى النصف وذلك أن الطفل كان يجد التسمير مرهقا ولذلك قرر التحكم في أعصابه لكي لا يضطر إلى التسمير...
ثقب في السياج2

وبالتدريج تقلص عدد المسامير التي سمرها الولد إلى أن جاء اليوم الذي لم يسمر فيه ولا مسمارا واحدا، لم يفقد الطفل أعصابه خلال ذلك اليوم وكذلك في الأيام التي تلت ولهذا لم يكن عليه تسمير أي من المسامير في السياج وأصبح التحكم في أعصابه عادة له....
عند ذلك طلب الأب من ابنه أن يزيل مسمارا كلما نجح في التحكم في أعصابه، وبعد أيام تمكن الطفل من إزالة معظم المسامير من السياج، ولكن كان هناك بعض المسامير التي لم يتمكن من إزالتها لصعوبتها.
أخبر الابن والده بذلك، وسر الأب من السؤال وأشار إلى ثقب في السياج وسأل ولده:
"ماذا ترى في السياج؟"
فأجاب الابن: "أرى ثقبا في السياج"
فقال له الأب :"المسامير كانت مزاجك السيء وفقدانك لأعصابك والمشاكل التي تسببت بها للآخرين، وقد سمرتهم في الناس، يمكنك إزالة بعض المسامير ولكن الثقوب تبقى في السياج ولن يعود كما كان سابقا، وبعض المسامير لن تتمكن من إزالتها، وهكذا يكون تصرفك مع الناس، عندما تسيء لهم فأنت تؤذيهم وحتى لو اعتذرت فسيبقى أثر إساءتك، وبعض الأخطاء لا يمكن تصليحها كالمسامير التي لم تستطع إزالتها من السياج... قد تضرب ولدا بعصا وتأذيه ثم تعتذر منه، ولكن أثر الضربة سوف يبقى دائما، وإن أصبته في عينه وفقدها فلن تستطيع تصليح غلطك أبدا حتى لو اعتذرت فهناك أشياء لا تعود"
فهم الطفل المغزى من كلام والده وشكره على الدرس القيم، ومنذ ذلك اليوم تغيرت تصرفات الطفل ولم يعد كالسابق، بل أصبح لطيفا مع أصحابه وجيرانه ومجتهدا في دراسته، وأصبح كل سكان القرية يحبونه وصار والداه فخورين به.
الحكمة من القصة: الأولى أن تتحكم في نفسك وتسيطر على غضبك ولا ترتكب أخطاء قد لا يمكنك تصليحها.

تعليقات

  • فيسبوك
  • جوجل بلاس
جميع الحقوق محفوظة لـ قصص للاطفال

تصميم و تكويد