-->

يونيو 26, 2018

يونيو 26, 2018

قصص للأطفال: ابن آوى الذكي والحمار الغبي

الثلاثاء، 26 يونيو 2018 يونيو 26, 2018

قصص للأطفال: ابن آوى الذكي والحمار الغبي:

ابن آوى الذكي والحمار الغبي

في إحدى الغابات الجميلة كان يعيش أسد مسن، وقد كان له خادم ذكي وهو ابن آوى، كان ابن آوى مسن قليلا أيضا ولكنه كان سعيدا بخدمة ملك الغابة الأسد وذلك أنه كلما اصطاد الأسد فريسة، يبدأ هو بالأكل حتى يشبع ويترك الباقي لابن آوى، وهكذا لم يكن على ابن آوى الصيد واتعاب نفسه.
ومرت الأيام على هذه الحالة، ولكن قل صيد الأسد بسبب سنه ولم يعد كالسابق، وفي إحدى الأيام كان الأسد جائعا جدا بحيث لم يوفق في الصيد منذ أيام فرأى فيلا كبيرا، فقال في نفسه: "لو استطعت صيد هذا الفيل فلن يكون علي الصيد لشهر كامل".
وهكذا قرر الأسد مهاجمة الفيل، ولكن الأمور لم تسر كما كان يتوقع الأسد، فقد كان الفيل قويا جدا وتعارك مع الأسد وأصابه إصابة خطيرة بالكاد نجى منها، ولكن الأسد أصبح عاجزا تماما الآن عن الصيد وبالكاد استطاع المشي إلى عرينه...
وهذا أصبح كلا من الأسد وابن آوى يتضوران من الجوع، فكر الأسد قليلا وقال لابن آوى:
"لما لا تستعمل ذكائك وتحاول جلب حيوان بإمكاني قتله لنأكله؟ وإلا متنا جميعا من الجوع".
فكر ابن آوى قليلا وقرر الذهاب للبحث عن الفريسة المناسبة وجلبها إلى عرين الأسد لقتلها، في طريقه وجد الكثير من الحيوانات ولكنها لم تكن تنفع، فالبعض كان سريعا جدا، والبعض كان أقوى حتى من سيده الأسد في حالته الآن، وفي الأخير رأى حمارا على ضفة الوادي...
كان الوادي شبه جاف والعشب قليل جدا على ضفته وكان من الواضح أن الحمار جائع جدا، اقترب ابن آوى منه وحياه بلطف:" عمت صباحا أيها الحمار الطيب، تبدو تعبا وقلقا، هل من خطب؟ هل يمكنني مساعدتك؟"
فرد الحمار :"أنا جائع جدا ولم آكل منذ أيام".
بسرعة تعاطف ابن آوى الماكر مع الحمار وقال :"أنا آسف بشأنك يا صديقي، لم لا تأتي معي إلى الغابة؟ فهناك العشب وفير ويوجد واد قريب من بيتي، ولا تخشى من الحيوانات المفترسة فلا أحد يعيش هناك وكل الحيوانات لطيفة ومسالمة".
فكر الحمار قليلا وبدت عليه الريبة والشك، فأضاف ابن آوى:
"لا تقلق فلن يجدك سيدك هناك، هناك العديد من الحيوانات الأليفة التي انتقلت للعيش في ذلك المكان، وهناك أيضا حمارة لم يسبق لها أن رأت حمارا من قبل".
عند ذلك قال الحمار بلهفة :"هذا يكفي خذني معك إلى ذلك المكان وعرفني بأصدقائي الجدد".
ابن آوى الذكي والحمار الغبي2

قاد ابن آوى الحمار إلى عرين الأسد الذي رآهما يقتربان من بعيد وكان سعيدا جدا لأن لديه خادما ذكيا كابن آوى، وبمجرد وصولهما قفز الأسد على الحمار، ولكنه كان متسرعا من شدة الجوع فلم يمسك بالحمار الذي فر هاربا بكل سرعته....
غضب ابن آوى من الأسد وقال في نفسه :"يا للأسد الأحمق ألم يكن يستطيع الانتظار قليلا؟"
تأسف الأسد وقال لابن آوى :"أنا آسف كنت جائعا جدا ولم أتوقع أن تعود بهذه السرعة"
فرد ابن آوى بغضب :"لم تستطع قتل حمار غبي فكيف فكرت في مهاجمة فيل كبير؟ لا بأس سوف أحضره ثانية ولكن كن مستعدا هذه المرة".
دهش الأسد مما قاله ابن آوى وقال له :"كيف ستعيده ثانية، قد يكون وصل إلى منزله الآن".
فرد ابن آوى :"لا تقلق بشأن ذلك ودعه لي" وغادر للبحث عن الحمار مجددا.
وجد ابن آوى الحمار قرب الوادي وكان يشرب ويلهث بسبب الجري السريع، ولما رأى ابن آوى قال له بغضب:
"أنت مجرد ابن آوى خبيث ومخادع، إن لم أقفز وأهرب بسرعة لكنت ميتا الآن".
بدأ ابن آوى بالضحك بشدة، فقال له الحمار: "ما الذي يضحكك الآن؟"
فرد ابن آوى :"يا صديقي العزيز، لقد كانت تلك الحمارة التي حدثتك عنها، لم تصدق عينيها عندما رأتك فقفزت تجاهك وأرادت معانقتك، ولكنك هربت منها، فقلت لها إنك حمار خجول وكان عليها ألا تتصرف بتسرع". 
لم يكد الحمار الغبي يصدق ما سمعته أذنيه فأضاف ابن آوى الخبيث:
"هيا بنا ولا نضيع المزيد من الوقت، الجميع في انتظارنا هناك"
فرد الحمار بلهفة وفرح شديد :"هيا بنا فلنذهب بسرعة"
دهش الأسد عندما رأى ابن آوى يعود بالحمار، ولكنه هذه المرة لم يقم بأي خطأ وانتظر حتى دخل الحمار إلى العرين فوثب عليه وقتله بسرعة....
ذهب الأسد بعد ذلك ليغتسل قبل وجبته وترك ابن آوى مع جثة الحمار، خطرت لابن آوى فكرة فقد سئم أن ينتظر الأسد حتى يشبع ليأكل هو، وقرر هذه المرة أن يبدا بالأكل، فأكل قلب وأذني الحمار سريعا قبل عودة الأسد.
عندما عاد الأسد ورأى ما حدث غضبا غضبا شديدا وصاح في وجه ابن آوى:
"أين قلب وأذنا الحمار، من أكلهما عندما ذهبت لأغتسل؟"
فرد ابن آوى بهدوء :"هل تعتقد حقا يا سيدي أن هذا الحمار الغبي كان يملك قلبا وأذنين؟ لو كان له مثلهما لما عاد معي إلى هنا !"
لم يجد الأسد ما يقول وكان يعلم أنه لا جدوى من مجادلة ابن آوى الخبيث، فبدأ في الأكل ولم يقل شيء.
الحكمة من القصة:
ان استعملت عقلك عند المصاعب فبإمكانك التغلب عليها.

تعليقات

  • فيسبوك
  • جوجل بلاس
جميع الحقوق محفوظة لـ قصص للاطفال

تصميم و تكويد