-->

مارس 09, 2018

مارس 09, 2018

قصص للأطفال: اللص الشهير

الجمعة، 9 مارس 2018 مارس 09, 2018

اللّص الشهير: حكاية من التراث الألماني
اللص-الشهير

في قديم الزمان عاش لص محترف، كان بارعا جدّا في السرقة وباستطاعته سرقة أي شيء، لم يفكّر يوما في الإقلاع عن السّرقة والعمل عملا شريفا ككل النّاس رغم أنّه كان متزوجا وله ولدان.
كان ذلك اللّص يظن أن لا أحد يمكنه مجاراته وكان شديد الفخر بذلك، كان ولدان على النقيض من أبيهما كانا يعملان بجد في حقلهما ويكسبان لقمة عيشهما من كدّهما وشقائهما، وكانا منزعجين كثيرا من أبيهما بسبب السّرقة.
اللص-في-المدينة

فكر الولدان في طريقة تجعل والدهما يتوقف عن السرقة ويصبح شخصا صالحا.
"علينا أن نفكر في طريقة لنوقف أبي عند حده" قال أحدهما.
"كيف نفعل ذلك وأنت تعلم أنّه شديد الفخر ببراعته في السّرقة، بالإضافة إلى أنّ أمنا تشاركه نفس الشعور" رد الآخر.
"لدي فكرة جيدة ! ماذا لو تمكنّا من سرقة أبي ربما يتوقف عن السرقة"
"نسرق أبي !"
"نعم نسرق شيء يقوم هو بحراسته، وبذلك نكون قد تفوقنا عليه"
"نعم إذا فعلنا ذلك فسوف يشعر بالخجل ويتوقف عن السرقة"
"ولكن هذا غير كاف، علينا أن نجعله يقسم أن يتوقف عن السرقة إن تمكنّا من التغلب عليه "
"فكرة جيدة، ولكن هل تعتقد أنّنا يمكن أن نغلب حقا عليه؟"
"الأمر بسيط، استخدم عقلك"
الولدان-يفكران

وبذلك قرر الولدان عرض الفكرة على أبيهما، وعند العشاء طرحا عرضهما فضحك الوالد بشدة من فكرة أنهما يستطيعان سرقته أو تحديه:
"أنتما تستطيعان سرقتي؟ هذه أفضل طرفة سمعتها في حياتي" قال الأب.
"نعم سوف نسرق ثلاثة أشياء تحددها أنت لنا" رد الولدان.
"مستحيل، لن تستطيعا ذلك أبدا"
"حسنا هل تراهن"
"موافق، قبلت التحدي، أقسم برأسي وراس امكما أنكما لن تستطيعان التفوق علي"
"ولماذا لا تقسم أن تتوقف عن السرقة إن تغلبنا عليك"
"ماذا أتوقف عن السرقة، مستحيل"
"إذن أن تعلم أننا أفضل منك"
"حسنا أقسم أنني سوف أتوقف عن السرقة إن تمكنتما من التغلب علي"
عرض-الفكرة

وفي اليوم التالي بدأ التحدي، وكان أول شيء طلب الأب سرقته من أولاده هو البيض من عش فوق الشجرة ولكن بشرط أن لا تشعر الأم بذلك.
فكر الولدان قليلا ثم تسلّق أحدهما إلى الشجرة وثقب العش من الأسفل فوقعت البيوض في يد الولد دون أن تفطن الأم لذلك، وبذلك نجح في الامتحان الأول.
سرقة-العش

كان الامتحان الثاني هو أن يسرقا عنزة مربوطة في ذيل حمار الأب الذي يتولى حراستها، وعليهما أن يفعلا ذلك قبل أن يصل الأب إلى البيت، كان الأب يقود الحمار ويلتفت من حين إلى آخر ويشاهد أحد الولدين يحاول ثم يختفي، فيضحك الأب من ذلك، ولشدة تكبّر الأب قال:
"لكي أسهل المهمة عليكما فلن ألتفت إلى الخلف حتى أصل البيت"
كان الأب يعول على صوت الجرس المربوط على العنزة والذي يخبره أنها لا تزال مربوطة خلفه، ولكن الولدين كانت لهما فكرة اخرى، فتقدم أحدهما خفية وقطع الجرس وربطه في ذيل الحمار وأخذ العنزة.
سرقة-العنزة

ظل صوت الجرس يقرع والأب يظن أن العنزة لا تزال مربوطة خلفه ولكنه دهش حين وصل البيت ولم يجد العنزة. وبذلك نجح الولدان في الامتحان الثاني.
لم يبقى أمام الولدان سوى امتحان واحد، وأحس اللّص بالقلق الشديد، وبدأ يفكر ويفكر خارج البيت، ومن شدة تفكيره لم يأبه للمطر الذي بدأ يهطل، فخرجت الأم وقالت له:
"ألا ترى المطر هيا ادخل إلى المنزل وإلا أصبت بالزكام"
"دعيني وشأني، أنا أفكر في الشيء الأخير الذي سوف أطلبه من الولدان، وقد بدأت أقلق حقا"
"حسنا كما تريد، ولكن لا تأتي إلى الفراش وأنت مبلل"
"الفراش ! نعم هذا هو، سوف أطلب منهم سرقة غطاء الفراش"
الفكرة-الثالثة

وهكذا طلب اللص من ولديه أن يسرقا غطاء الفراش الذي ينام عليه، وأعطاهما مهلة إلى الصباح ليتمكنا من ذلك.
صعد اللص إلى فراشه مبكرا تلك الليلة، وأطفأ النور وبدأ في انتظار ولديه ليسرقا الغطاء، وكانت معه عصا كبيرة.
وفي أثناء ذلك كان الولدين يحضران الخدعة التي يتمكنا من خلالها سرقة الغطاء، فقد صنعا دمية على هيئة رجل من القش ووضعا سلما وأصعداها إلى غرفة الأب، ظن الأب أن الدمية هي أحد ولديه جاء ليسرق الغطاء فضربها على الرأس، صاحت الأم من الفزع ولكن اللص قال :
"سوف أذهب لأرى ماذا حدث" 
ضرب-الدمية

وخرج مسرعا من المنزل، ومباشرة بعد خروجه دخل أحد الولدين وتظاهر أنه الأب، لم تفطن الأم للحيلة لأن الغرفة كانت مظلمة، قلد الولد صوت أبيه وقال للأم:
"لقد أمسكت به، سوف ينام الليلة خارج البيت، أعطيني غطاء الفراش لألفه به حتى لا يتمكن من الفرار"
أعطت الأم الغطاء للولد وهي تظن أنه الأب، فخرج الولد مسرعا، وبعد قليل عاد الأب وهو يحمل الدمية ويظنها أحد أولاده، بدأ يضحك ويقول:
"هل ظنّا حقا أنهما يتغلبا علي؟" ولكن الأم قالت له :"ولكنني اعطيته الغطاء وانتهى الأمر"
تغلب-الاولاد-على-الاب

عندها دخل الولدان وهما يحملان الغطاء وبهذا انتهى الامتحان الأخير، بدأ الأب بالضحك وقال: "لقد توقفت عن السرقة منذ الآن، ليس علي أن أخاف بعد الآن"
توبة-اللص

وبالفعل توقف اللّص عن السرقة نهائيا وبدأ بالعمل بجد في الحقل مع ولديه، وعلم أن العمل الشريف أفضل من السرقة رغم أنه أصعب، وعاش الجميع في سعادة منذ ذلك اليوم.
شكرا على القراءة والمتابعة.

لا تنسى تصفح والاعجاب على صفحة الفيسبوك  

قد يعجبك أيضا:

تعليقات

  • فيسبوك
  • جوجل بلاس
جميع الحقوق محفوظة لـ قصص للاطفال

تصميم و تكويد