قصص للأطفال : جاك الغبي
قصص للأطفال : جاك الغبي:
في إحدى القرى الصغيرة عاش طفل غبي وكسول يدعى جاك، كان
يعيش مع أمه وكان كسولا لدرجة أنه يجد صعوبة حتى في تحريك يديه، كانت أم جاك تعمل
خادمة في البيوت لتعيل نفسها وولدها الكسول، كان أهالي القرية يطلقون على جاك لقب
الكسول وكانت أمه غاضبة وقلقة جدا على مصير ولدها.
في يوم من الأيام مرضت الأم مرضا شديدا وبقيت طريحة
الفراش ليومين ولم تستطع الذهاب إلى العمل كالعادة، فطلبت من ولدها الذهاب والبحث
عن عمل لأنه لم يبق لهم شيء يأكل في المنزل.
في النهاية اقتنع جاك الكسول بضرورة العمل وأشفق على
والدته المسكينة، وعد والدته أنه سيعود بشيء ما وخرج للبحث عن عمل في الحين.
وجد جاك عملا عند أحد المزارعين في حقله وفي نهاية اليوم
دفع له درهمين لقاء عمله، فرح جاك كثيرا بالمال وعاد جريا إلى البيت، ولكنه لم
يلاحظ أن النقود سقطت من يده، بحث عن القطعتين كثيرا من دون جدوى وعاد إلى البيت
حزينا.
قص جاك ما حدث على والدته التي تأسفت وقالت له
:"عزيزي جاك في المرة القادمة ضع النقود في جيبك حتى لا تسقط منك".
في اليوم التالي وجد جاك عملا عند بائع الحليب وفي نهاية
اليوم أعطاه جرة مليئة بالحليب كأجر له، أفرغ جاك الغبي الحليب في جيبه وعاد مسرعا
إلى أمه...
فهمت الأم ما جرى بمجرد رأيتها للباس ولدها وقالت له
:"كان عليك أن تحمل جرة الحليب فوق رأسك، لا بأس ولكن كن حذرا في المرة
القادمة".
في اليوم الموالي عمل جاك عند بائع الحليب مجددا، وكان
نشيطا جدا وأكمل العمل عند منصف النهار، وفي هذه المرة أعطاه البائع قطعة كبيرة من
الجبن، وضع جاك الغبي الجبن على رأسه وتوجه إلى المنزل، كانت الحارة شديدة ذلك
اليوم فذابت قطعة الجبن ولم يبق منها شيء، ومجددا عاد إلى أمه صفر اليدين، ولما
أخبرها بما جرى للجبن قالت له أنه كان ينبغي عليه أن يحمل الجبن في يديه وطلبت منه
أن يحسن التصرف في المرة القادمة...
في اليوم الموالي وجد جاك الغبي عملا عند أحد الرعاة،
وفي نهاية اليوم أعطى الراعي لجاك قطة صغيرة لقاء مساعدته له حيث أن جاك كان يحب
القطط كثيرا، وفعل جاك كما أخبرته أمه، حمل القطة في يديه، ولكن القطة قفزت وهربت
منه ولم يستطع الامساك بها....
وكالعادة عند عودته إلى المنزل عاتبته أمه على سوء تصرفه
وقالت أنه كان ينبغي له أن يربط القطة ويجرها ورائه...
في اليومين المواليين عمل جاك الغبي في إحدى المزارع وقد
أحسن في عمله فأعطاه صاحب المزرعة قطعة كبيرة من اللحم كمكافئة على عمله، وكالعادة
فعل جاك كما نصحته أمه وربط قطعة اللحم الكبيرة بحبل وأخذ يجرها ورائه في الطريق
إلى البيت، وعند وصوله كانت قطعة اللحم قد فسدت ولم تعد صالحة للأكل، وبخته أمه
كثيرا وقالت له أنه لا يحسن فعل شيء، ولكنها في الأخير قالت له أنه كان ينبغي له
أن يحمل قطعة اللحم فوق كتفه.
في المرة التالية وجد جاك عملا في احدى القرى وبقي هناك
أسبوع بأكمله، وقد أعطي حمارا كأجر لعمله، حمل جاك الغبي الحمار على كتفيه وعاد به
إلى المنزل، و في الطرق شاهدته طفلة في الثامنة من عمرها وهو على تلك الحالة فبدأت
في الضحك ولم تتوفق لوقت طويل...كان والد الطفلة من أغنى رجال المنطقة وقد فرح
كثيرا عندما رأى بنته تضحك ، فقد كانت الطفلة مصابة بالكآبة ولم تضحك منذ 5 سنوات،
شكر الرجل الغني جاك كثيرا، أدرك جاك كم كان غبيا ولكن غبائه قد ساعد الطفلة
المسكينة على الأقل، عرض الرجل الغني على جاك وأمه عملا ومسكنا في مزرعته ومنذ ذلك
اليوم تحسنت تصرفات جاك ولم يعد غبيا كالسابق ....
مواضيع ذات صلة