قصص للأطفال: الشرنقة والفراشة
قصص للأطفال: الشرنقة والفراشة
الكثير منا يعلم أن تلك الفراشة الجميلة ذات الألوان
الجذابة تأتي من دودة قبيحة، تكون داخل شرنقة وتكافح من أجل الخروج منها طويلا، وهذه
قصة فراشة لم تعش حياة طبيعية كبقية الفراشات، ولم تعاني كثيرا من اجل الخروج من
الشرنقة، ترى ماذا حدث لها؟
في يوم من الأيام كان رجل مولع بالفراشات يتجول في
الغابة في فصل الربيع، كان ذاك الرجل يقظي وقتا طويل بين الفراشات وكان يعلم كيف
تكافح الفراشة لتخرج من الشرنقة وتتحول إلى ذلك الكائن الجميل الذي يحبه كثيرا،
وقد خرج في ذلك اليوم ليشاهد بنفسه كيف يحدث الأمر، وإذا به يشاهد شرنقة على ورقة
خضراء....
كانت الفراشة تحاول الخروج من الشرنقة وقد أحدثت ثقبا
صغيرا في أعلاها وهي الآن تبذل كل جهدها للخروج، بقي الرجل يراقب الفراشة لعدة
ساعات، ولكن رغم كل هذا الوقت فلم تتمكن من النجاح، وبدا له أنها بذلت كل جهدها
وفشلت رغم محاولاتها المستمرة والدؤوبة، كان الثقب الذي أحدثته صغيرا جدا على
جسمها...
كما ذكرنا سابقا فقد كان الرجل يحب الفراشات كثيرا، وقد
أشفق على هذه وظن أنها لن تتمكن أبدا من الخروج إلى العالم والتحول إلى فراشة
جميلة، فقرر مساعدتها، جلب مقصا وأحدث ثقبا أكبر في الشرنقة بحيث تتمكن الفراشة من
الخروج بسهولة، وبالفعل نجحت الفراشة في الخروج هذه المرة من دون عناء...
ولكن للأسف لم تكن هذه الفراشة جميلة مثل بقيت الفراشات،
وكان جسمها رخو وكبير وجناحاها صغيرين ولونهما شاحب.
فرح الرجل كثيرا بمساعدة الفراشة على الخروج وبدأ ينتظر
أن يتقلص جسمها حتى تتمكن الجناحين من حمله وأن تفرد جناحيها وتطير في السماء
ويتمتع بجمالها، ظن الرجل أنها مسألة وقت ويحدث ما توقع ولكن لم يحدث شيء من ذلك
وبقيت الفراشة على حالها، وكلما حاولت الطيران سقطت لأن جناحيها كانا صغيرين ولم
يتمكنا من حمل جسمها الكبير، فيعيدها الرجل إلى الوقة وتعاود المحاولة مجددا وتسقط
وهكذا....
فهم الرجل أن هذه الفراشة لن تطير أبدا وأسف كثيرا على
الفراشة المسكينة، ورغم أنه فعل ما فعل عن حسن نية، فقد أضر بالفراشة بتدخله في
عملية تكوينها، لم يكن يعلم ذلك الرجل أن الفراشة لن تصبح جميلة وذات جناحين
كبيرين من دون عناء الخروج من الشرنقة وكفاحها المستمر لوقت طويل.
ذلك الكفاح الطويل والعناء الكبير الذي تعانيه الفراشة
خلال عملية خروجها من الشرنقة هو الذي يسمح للسوائل المخزنة في جسمها للتحول إلى
جناحين كبيرين وجميلين، كما يقلص حجم الجسم وعند خروجها تكون أجنحتها قادرة على
حملها وتطير، وعند مساعدة الرجل للفراشة لم تتحول السوائل إلى أجنحة وبقيت داخل
الجسم مما جعله ضخما والأجنحة صغيرة.
قد تبدوا لنا الحياة قاسية أحيانا، ولكن تلك القسوة هي
التي تعلمنا كيف نتصرف وتقوينا وتجعلنا قادرين على تحمل المسؤولية، وسندرك الحكمة
مع الوقت.
لا يجب علينا الهروب وتجنب عقبات الحياة، لأننا بذلك لن
نتطور ولن نتحسن، فقط بمواجهتها ومحاولة التغلب عليها نزدهر، ولا يهم أن نفشل
فالفشل هو محطة في طريق النجاح، والفشل يعتبر درسا لنا ومرشدا لما ينبغي أن نتقنه،
فكلما فشلت أكثر تعلمت أكثر وصرت أقوى، مثل الفراشة التي تحاول آلاف المرات للخروج
وتفشل آلاف المرات ولكن ذلك هو ثمن تحولها إلى فراشة جميلة وفي النهاية تنجح
بالخروج لأنها لم تستسلم.
لنقلد تلك الفراشة الصغيرة في كفاحها ونتعلم منها ألا
نستسلم أبدا مهما كانت الظروف صعبة.
شكرا على القراءة والمتابعة.
لا تنسى تصفح والاعجاب على صفحة الفيسبوك
لا تنسى تصفح والاعجاب على صفحة الفيسبوك
قصص للأطفال: الكلاب الثلاثة
قصص للأطفال: ثقب في السياج
قصص للأطفال: الامبراطور والرداء العجيب
قصص للأطفال: الذئب الذكي
قصص للأطفال: حركة واحدة قصص للأطفال: ثقب في السياج
قصص للأطفال: الامبراطور والرداء العجيب
قصص للأطفال: الذئب الذكي
مواضيع ذات صلة