الوقت المستقطع يحسن الأداء
الوقت المستقطع يحسن الأداء
عندما
يقرر الناس أن يصبحوا أكثر مردودية، فإنهم ينهمكون في العمل فتراهم متحمسين
ومتلهفين لإحراز تحسن وتقدم سريع في
العمل. للأسف فإن تركزيهم الوحيد يكون في إنجاز الشيء الكثير مما يبدوا لأول وهلة
الشيء الصحيح ولكنه في الحقيقة من أكبر العقبات لتحقيق مردودية كبيرة. عندما تركز
تفكيرك على انجاز أكبر قدر من العمل فإنك تفقد احساسك بأهمية عملك. عند القيام
بالشيء الكثير هذا لا يعني بالضرورة أن الأشياء الأكثر أهمية قد أنجزت، بالإضافة
إلى أنه عندما تدفع نفسك للقيام بأكبر قدر ممكن من العمل فسوف تكون دائما في عجلة
من أمرك ووقتك ضيق، قد تتمكن من التعامل مع ضيق الوقت لمدة معينة ولكن في النهاية
فإن نوعية وجودة عملك سوف تتأثر بشكل ملموس وتتدهور صحتك والحل في هذه الحالة هو
تخصيص وقت مستقطع بعد كل عمل تنجزه.
الوقت
المستقطع هو ذلك الوقت الذي تخصصه بين المهام التي يتوجب عليك فعلها، وهذا لا
يعتبر كسلا بل ذكاء. الباحثون في تسيير الوقت لاحظوا أن الأشخاص الذين لا يخصصون
وقتا بين مهامهم لا يشعرون بالراحة عند بدأ المهمة الجديدة. السبب الرئيسي لذلك هو
أنهم لم ينتقلوا ذهنيا إلى المهمة الجديدة، ذهنهم وتركيزهم كان لا يزال في المهمة
السابقة.
العمل
في أيامنا هذه يتطلب الكثير من التركيز والعمل الذهني، عند الانتقال من مهمة لأخرى
فالانتقال يكون سريعا في المجال البدني ولكن الانتقال الذهني وتحويل التركيز إلى
المهمة الجديدة يحتاج إلى وقت أطول. لهذا فإن الوقت المستقطع يمنح الذهن هذا الوقت
ويجعل الانتقال من مهمة لأخرى يحدث بشكل طبيعي وسهل.
كيفية استغلال الوقت المستقطع:
الوقت
المستقطع ليس بالوقت الضائع إن أحسنت استعماله، إليك بعض النصائح التي ستساعدك في
تحديد واستغلال الوقت المستقطع:
1- استغل الوقت المستقطع لتبقى منظما:
تقريبا
كل المهام التي نقوم بها تحتاج إلى وثائق ومراجع و معدات ووسائل، لتسهيل العمل يجب
عليك تنظيم هذه الوسائل لتعرف أين تجدها إن احتجتها، وهذا التنظيم هو من أحد أهم
الوسائل في التسيير الجيد للوقت والجهد.
استعمل
الوقت المستقطع في تحضير وتنظيم كل الوثائق والوسائل التي تحتاجها في مهمتك
الجديدة وأعد الوثائق الوسائل التي استعملتها في المهمة السابقة إلى مكانها.
2- خصص وقتا مستقطعا أطول بعد إنجاز المهام الكبيرة:
الوقت
المستقطع اللازم بعد المهام الكبيرة يجب أن يكون اكبر من ذلك المخصص بعد المهام
الصغيرة، ذلك لأن المهام الكبيرة قد أخذت الكثير من جهدك وتركيزك وعقلك يحتاج إلى
وقت للراحة والتركيز في المهمة القادمة.
تمشى
قليلا أو مارس بعض الرياضة خلال هذا الوقت فذلك يساعدك على تصفية ذهنك والبدء
بنشاط في المهمة الجديدة ويمنعك من المماطلة.
3- خصص المهام السهلة كوقت مستقطع:
إن
كنت تصر على مواصلة العمل بدل من أخذ استراحة فبإمكانك أن تجعل المهام السهلة
والبسيطة والتي لا تحتاج إلى جهد بدني او ذهني وقتك المستقطع، كما ذكرنا سابقا
بإمكانك ترتيب أوراقك و الوسائل التي تحتاجها وتجعله وقتك المستقطع كما يمكنك أن
تفكر بأشياء اخرى بسيطة تقوم بها بين كل مهمة تنجزها.
4- استعمل الوقت المستقطع كوقت استدراك:
إذا
كنت جديدا في عملك قد يحدث أن تستغرق وقتا أطول مما قدرته لمهمة ما لتنجز، إذا كنت
قد خصصت وقتا مستقطعا مسبقا فبإمكانك استعماله للاستدراك على العمل المتبقي، وبهذا لن تكون متأخرا عن مواعيدك وتبدأ المهمة
التالية في الوقت المحدد أو على الأقل تكون قد خففت من الأضرار خصوصا إذا كنت
مرتبطا بمواعيد محددة.
الخلاصة:
الرغبة
في أن تزيد من مردوديتك قد تجعلك تخصص الكثير من المهام في اليوم، على الورق تبدو
هذه كفكرة ذكية: إنجاز أكبر قدر ممكن من الأعمال في اليوم، ولكننا لا نعيش على
الورق وتخصيص الكثير من العمل في اليوم قد يؤدي إلى نتائج كارثية، سينتهي بك
المطاف إلى الارهاق ونقص التركيز ولن يكون لديك الوقت لاسترجاع نشاطك البدني
واراحة ذهنك. تخصيص وقت مستقطع بين المهام والأعمال ليس كسلا ولكنه مكون أساسي للمردودية
العالية والحياة الأفضل.
شكرا
على القراءة والمتابعة.
مواضيع ذات صلة