كيف تتخلص من القلق؟
كيف تتخلص من القلق؟
كيف نتخلص من القلق؟ من الأكيد أن صحتنا تتعلق به.
من أكبر التحديات للوصول إلى الهدوء النفسي في هذا العصر
هو الميل إلى القلق، وذلك بسبب حالة عدم الاستقرار التي نعيشها في كل المجالات من
العمل إلى الأوضاع الاقتصادية إلى الحروب والنزاعات ووصولا إلى الكوارث الطبيعية،
إنه إنجاز كبير لمجرد بقاءنا صامدين في وجه كل ذلك.
للأسف القلق يشلنا ويجعلنا عاجزين أمام ما يحدث لنا وذلك
لأنه يستنزف طاقتا ويوقف عقلنا عن التفكير السليم والنظر بموضوعية إلى ما يحدث
لنا.
القلق يصبح عادة تزيد من مستوى الخوف والضغط النفسي
وتأثر سلبا على صحتنا مما يمنعنا من عيش حياة مثمرة وسعيدة.
ولكن كيف نتخلص من القلق؟ وإن كان القلق داخل في طبيعة
الانسان كيف يمكننا على الأقل الحد من تأثيراته السلبية والتعايش معه؟
-
تبنى طريقة حل المشاكل بدل طريقة القلق من المشاكل:
- ضع مخططا مسبقا:
- تقبل أن هناك أشياء لا يمكنك فعل شيء حيالها:
- مارس التأمل:
القلق من المشاكل وحلها هما شيئين مختلفين، طريقة حل
المشاكل تشمل التفكير في المشاكل وأسبابها بموضوعية ثم الخروج بحلول ملموسة
للتعامل معها. أما طريقة القلق من المشاكل فنادرا ما تأتي بحل للتعامل مع المشاكل،
بدل من ذلك فهي تشمل تضخيم الوضع وعدم فعل أي شيء في المقابل، مما يؤدي إلى زيادة
الضغط النفسي وبالتالي زيادة القلق.
- فرق بين المشاكل التي يمكن حلها والمشاكل التي لا يمكن حلها:
عندما تبدأ بالقلق من مشكل ما اسأل نفسك هذه الأسئلة:
* هل هذا المشكل حقيقي أم يحتمل أن يقع؟
* إن كان المشكل محتمل، فما هو احتمال وقوعه؟
* إن كان احتمال وقوعه كبيرا، ما الذي يمكنني فعله من
أجل التحضير له؟
* هل هذا المشكل داخل في نطاق الأشياء التي يمكنني فعل
شيء ازاءها؟
المشاكل المتوقعة والتي يمكن حلها هي تلك التي يمكنك فعل
أشياء مستقبلية أو آنية ازاءها، مثلا إن كنت قلقا من عدم تمكنك من تسديد نفقات
الحياة، عليك أن توفر المال من أجل الطوارئ، أو أن تقتصد في مصاريفك وتتخلى عن بعض
الكماليات. إن كنت قلقا من مشاكل صحية، مارس الرياضة بشكل دوري و اتبع حمية غذائية
سليمة واعط نفسك قدرا كاف من الراحة. إن كنت قلقا من عدم حصولك على عمل مناسب،
تأكد أن تتعلم المهارات اللازمة وأن تتقنها...الخ.
في المقابل المشاكل التي لا يمكن حلها هي تلك التي لا
يمكنك فعل شيء حيالها، فمثلا إن كنت قلقا من شيء قد يحدث في المستقبل ولا يسعك فعل
شيء حياله فمن غير النافع لك أن تبالغ في القلق بشأنه لأن القلق لن يغير شيء، عليك
فقط بالدعاء إلى الله وأن تعيش حياتك كالمعتاد، ركز جهدك على الأشياء التي يمكنك
لعب دور فيها ووكل أمرك لله في الأخرى.
- ضع مخططا مسبقا:
هذه النقطة تتعلق بما ذكرناه في النقطة الأولى، ضع
التدابير اللازمة من أجل تفادي الظروف الصعبة والمشاكل، لن تقلق من الديون إن
تحكمت في مصاريفك وعشت على حسب دخلك، إن اعتنيت بصحتك الجسدية والنفسية والعاطفية
فان الأمراض لن تكون ضمن الأشياء التي تقلق منها، إن كنت قلقا من رسوبك في
الامتحان فعليك الدراسة يوميا والقيام بكل الواجبات المنزلية. لا تجعل شيء في
متناول يدك يصبح مصدر قلق لك، تجهز بكل ما يمكنك فعله.
- تقبل أن هناك أشياء لا يمكنك فعل شيء حيالها:
كما أنه شيء مهم أن نكون جاهزين لمواجه المشاكل، علينا
أيضا أن نقبل أن هناك أشياء خارجة عن نطاقنا وأمرها إلى الله فهو يبتلينا بها،
تقبل هذا الشيء يخفف عنك الكثير من القلق والضغط النفسي.
القلق المزمن هو مرض يجعل صاحبه دائم القلق من المستقبل
ومن احتمالات أشياء لا حصر لها ولا يملك فعل شيء لتفاديها، فهو يحرم صاحبه من عيش
حياته ويبقيه دائم القلق، التسليم بقضاء الله هو العلاج الأمثل في هذه الحالة،
تقبل أن الدنيا تسير كما يريدها الله لا كما نريدها نحن "ما أصابك ما كان
ليخطأك، وما أخطأك ما كان ليصيبك".
- تحدى الأفكار المقلقة بطريقة منطقية:
الأفكار السلبية تمنعك من عيش حياتك بطريقة مثمرة وهي في
الحقيقة لا نفع منها، ولتحدي هذه الأفكار اسأل نفسك الأسئلة التالية:
* ما هي الدلائل التي تجعل من هذه الأفكار صحيحة؟
* ما هو احتمال وقوعها؟
* في حال وقوعها، ما الذي يمكنني فعله؟
* هل هذه الأفكار مفيدة من أجل استباق الأمور أم لا؟
* هل القلق من أجلها يساعدني على تجنبها أو يؤذيني؟
* هل هناك وجهة نظر أخرى أكثر إيجابية ؟
كن حذرا من الأفكار السيئة التي تسبب القلق، مثلا:
- توقع المصائب: توقع الأسوأ، مثلا عند انتظار شخص ما
وقد تأخر عن موعده تبدأ في التفكير أن الشخص قد وقع له حادث خطير وهو الآن في حالة
خطيرة أو قد مات.
- التعميم المفرط: تعميم النتائج السيئة من تجربة واحدة
فاشلة وتتوقع أن كل التجارب المماثلة تكون بنفس النتيجة، مثلا تجربة زواج فاشلة
فلا يعيد الشخص التجربة ظنا أن النتيجة ستكون حتما الطلاق انطلاقا من تجربته
الفاشلة السابقة.
- القفز إلى الاستنتاجات: هي استنتاج شيء من دون قرائن
تثبته، فمثلا شخص ينظر إليك في الشارع فتظن أنه يدبر إلى سرقتك والسطو عليك.
- التفكير الأبيض أو الأسود: هي النظر إلى الأشياء إما
أنها بيضاء أو سوداء من دون لون آخر في المنتصف، فمثلا يظن الشخص أنه إن لم يفعل
شيء ما بدقة فهو فاشل.
- النعت: تجنب نعت نفسك بأنك فاشل ولا تصلح لشيء انطلاقا
من اخطائك السابقة، وتذكر أن الأخطاء هي فرصة للتعلم وهي الطريق نحو النجاح.
- مارس التأمل:
بما أن القلق يكون عن أشياء مستقبلية مارس تقنيات التأمل
التي تساعدك على العيش في اللحظة الحالية، بدل مواجهة الأفكار التي تسبب القلق فإن
تقنيات التأمل تتلخص في مراقبة تلك الأفكار حتى تضمحل لوحدها، لأن مقاومتها تزيدها
قوة. بالطبع الأمر يتطلب وقتا وجهدا للوصول إلى هذه النتائج ولكن الأمر يستحق
العناء.
في الأخير القلق يسبب عدة أمراض مثل زيادة ضغط الدم
وامراض المعدة ويضعف الجسد ويقلل النوم ويمنعك من الاستمتاع بحياتك، لذا كان من
الضروري أن تتخلص منه باتباع النصائح السابقة وأتمنى لك التوفيق في مشوارك.
قد يعجبك أيضا:
مواضيع ذات صلة