بناء الثقة بالنفس
بـنــــاء الـــثـــقــــة بـــالــنــفـــس
جـــهــــز نــفـــســــك لــلـــنــــجـــاح
من الطبيب الهادئ الذي تثق في نصائحه إلى ذلك الرياضي المفتول العضلات الذي يقوم بتمرينه الصباحي والذي تتمنى أن تكون مثله، الأشخاص الذين يثقون في أنفسهم لديهم ميزة الجميع يود أن تكون فيه
الثقة بالنفس هي شيء ضروري جدا تقريبا في كل مناحي حياتنا، والشيء المؤسف هو أن الكثير يتخبطون من أجل اكتسابها، وهو ما يؤدي إلى دائرة مفرغة حيث أن الذين يفتقدونها يكون من الصعب جدا عليهم أن يكونوا ناجحين في حياتهم
اسأل نفسك : كم مرة ضيعت فرصة ثمينة كانت قد تغير حياتك للأفضل لمجرد شعورك أنك لن تقدر على متطلباتها أو أنك لست في المستوى؟ ذالك الشعور هو ترجمة عدم ثقتك في نفسك، فأنت حتى لم تحاول وتفشل بل استسلمت منذ البداية.
شخص متردد ولا يثق في نفسه
كم من الناس يفشلون في اختبار لوضيفة وذلك لأنهم يبدون مترددين وغير واثقين من أنفسهم؟ فرب العمل لا يعرف قدرات المتقدمين لذلك العمل في البداية ولكنه يستطيع أن يكون فكرة واضحة على مدى ثقتهم في أنفسهم وبذلك مردودهم في المستقبل، فالأشخاص الفاقيدن للثقة لا يجربون أشياء جديدة وبالتالي لا يتطورون وفي المقابل الأشخاص ذوو الثقة العالية في النفس هم من يجرب ولا يهاب ويفشل وينجح وبذلك يتطور وهو ما يبحث عنه رب العمل.
كما لاحظنا فنقص الثقة في النفس قد يؤدي إلى حجب العديد من المجالات في وجهك وقد يكون له انعكاسات سلبية على حياتك الآنية والمستقبلية، فكان من الضروري التحرك الآن من أجل بناء تلك الميزة التي سوف تغيرك جذريا وتجعل منك شخصا ناجحا ومقبولا في المجتمع وشخصا يسعى الجميع إلى مصاحبته والاستلهام من تجاربه.
الأشخاص الذين يثقون في أنفسهم يلهمون الآخرين مثل أصدقائهم زملائهم في العمل ومديرهم في العمل ، ونيل ثقة الآخرين هو مفتاح من مفاتيح نجاحهم.
الخبر السار هو أن الثقة بالنفس يمكن بنائها في نفسك أو في غيرك والمجهود المبذول في ذلك يستحق العناء والنتيجة ستكون تغيير حياتك للأفضل.
ماهي الثقة بالنفس؟
هنالك شيئان يساهمان في تعزيز الثقة بالنفس وهما : الفعالية وتقدير الذات.
الاحساس بالفعالية يأتي عندما نشاهد أنفسنا نتقن مهارة أو مهارات ونحقق الاهداف التي تتعلق بتلك المهارة المتقنة. هذه الفعالية هي التي يجب عليك أن تعمل بجد كي تصل إليها في مجال من المجالات لكي تنجح، وهذه الفعالية أيضا هي التي تجعلك تقبل على التحديات وتصمد عند النكسات.
الفعالية تتقاطع مع تقدير الذات الذي يأتي بعض منه من نظرة الناس للشخص وقبوله أو عدمه وهو الشيء الذي قد لا يمكننا التحكم فيه ، ولكن تقدير الذات يأتي أيضا عندما نتصرف بشكل مستقيم ونكون أفراد صالحين في المجتمع، وعندما نتقن عملنا ;ونؤمن .أننا نستطيع أن ننافس ونفوز إذا وضعنا كل تركيزنا في ذلك
كيف نبني الثقة بالنفس؟
والآن كيف نبني هذا الإحساس المتوازن بالثقة بالنفس على أساس تقدير متين للحقيقة؟
الخبر السيء هو أنه لا يوجد حل سريع أو تعويذة تعطيك هذا الشيء خلال 5 دقائق.
الخبر السار هو أن ذلك ممكن التحقيق ما دمت تمتلك الارادة والعزيمة للمضي قدما وتغيير حياتك، والأفضل من ذلك هو أن الأشياء التي سوف تقوم بها من أجل بناء الثقة .
بالنفس هي الأشياء نفسها التي سوف تجعل منك شخصا ناجحا والجيد في هذه الطريقة أنها مبنية على إنجازات حقيقية متينة لا أحد سوف ينكرها أو يحرمك إياها.
وإليك الآن هذه الطريقة المتكونة من ثلاثة مراحل من أجل بناء الثقة بالنفس وقد ارتأينا أن نشبهها برحلة: المرحلة الأولى هي الاستعداد، المرحلة الثانية هي الانطلاق والمرحلة الثالثة هي التسارع نحو النجاح.
المرحلة الأولى: الاستعداد للرحلة.
تتضمن هذه المرحلة استعدادك للرحلة نحو بناء الثقة بالنفس ، وهذا يتطلب تحديد موقعك الحالي بالنسبة إلى أهدافك، وتحديد نقطة الوصول و تبني العقلية الصحيحة والالتزام ببدأ المشوار والمواصلة حتى النهاية.
خلال الاستعداد للرحلة عليك القيام بهذه الأشياء:
1- تذكر الأشياء التي حققتها في حياتك:
تمعن في حياتك حتى الآن واكتب في ورقة أفضل 10 أشياء قد أنجزتها، هذا لا يعني بالضرورة أن تكون إنجازات كبيرة ولكن قد تكون حصولك على علامة جيدة في امتحان ما، أو مشاركتك في مشروع ناجح أو هدف قد سطرته وتمكنت من تحقيقه...الخ
احتفظ بهذه القائمة في ملف جميل واقض بعض الدقائق كل أسبوع تتأملها وتسترجع الاحساس الرائع الذي أحسسته قبلا.
2- فكر في نقاط قوتك:
حاول أن تفكر في نقاط قوتك، وإن لم تستطع تحديدها فكر فما يراه أصدقائك والمقربين منك كنقاط قوتك، أو اجتز امتحان على الانترنت لتحديد نقاط القوة . ثم فكر في الفرص والتهديدات التي تواجهها.
اقض بعض الوقت في التمتع بما لديك من قوة من خلال قراءة ورقة نقاط القوة التي انجزتها قبلا.
3- فكر فيما هو مهم بالنسبة لك وإلى أين تريد الوصول:
فكر في الأشياء المهمة حقا لك وفيما تريد فعله في حياتك. تحديد وتحقيق الأهداف هو المفتاح في هذه المرحلة والثقة الحقيقية في النفس تأتي من هنا. تحديد الأهداف هي عملية تعيين النقطة التي تريد الوصول إليها وقياس التقدم والقرب من هذا الهدف خلال الزمن، عليك أن تجمع أكبر قدر من المعلومات والتوجيهات حول تحديد وتحقيق الأهداف لأن هذه الخطوة إن لم تنجز بحكمة قد تسبب لك الاحباط والتخلي عن حلمك .
بعد أن تحدد الأهداف الأساسية في رحلتك عليك تحديد الخطوات الأولى لهذه الأهداف ومن أهم خصائص هذه الخطوات أن تكون صغيرة قد لا تتعدى الساعة يوميا لإنجازها فهذا جد كاف خلال هذه المرحلة.
4- إبدأ في إدارة عقلك وطريقة تفكيرك:
يجب عليك البدأ في تتبع وملاحظة الأفكار السلبية التي من شأنها تثبيط عزيمتك والتقليل من ثقتك بنفسك لأنك بمجرد عقد العزم على المضي في طريق النجاح سوف تبدأ الشكوك والوساوس بالظهور وذلك أمر طبيعي ، لأن العقل البشري مصمم لمقاومة كل جديد غير مألوف له ، ويحدث ذلك في عقلك الباطني وبما أنك قد صممت على البدأ في طريق النجاح، فأنت حتما سوف تغير من أسلوب عيشك وتضيف أشياء وأفعال لم تكن تفعلها من قبل ، ورغم أنك مقتنع بأن ذلك هو الصواب وأن التعب والمجهود الذي تبذله سوف يثمر وأن الطريق الذي تسلكه هو الصواب إلا أن عقلك الباطني لا يرى الأمور بهذا الشكل: فهو مصمم لأن يبقي الأمور على ما هي عليه لأن ذلك هو الأسلم، وأي تغيير في أسلوب العيش يعني بالنسبة للعقل الباطني خطر،وبالتالي سوف يقاوم هذا التغير، وتظهر هذه المقاومة على شكل أفكار سلبية ووسواس وشك، ويقول العلماء أن العقل الباطني يحتاج إلى 90 يوما لكي يقتنع أن التغيير الذي أحدثته في حياتك لا خطر منه وبذلك يصبح أمرا عاديا وتتلاشى تلك المقاومة. وكما قلنا سابقا عليك أن تبدأ بأشياء صغيرة لأن القليل الدائم خير من الكثير الزائل كما هو معلوم.
5- عاهد نفسك على النجاح:
الأمر الأخير الذي يجب أن تفعله في مرحلة الاستعداد للرحلة وهو أن تعاهد نفسك عهدا قاطعا على أنك سوف تفعل كل ما بوسعك للنجاح وإكمال المشوار الذي سوف تبدأه، وبمجرد أن تفعل ذلك سوف تبدأ الشكوك في الظهور وكما قلنا في الفقرة السابقة فإن ذلك أمر طبيعي، ورغم أن معظم تلك الشكوك لا أساس لها من الصحة إلا أنه قد يكون للبعض منها بعض الصحة، فعليك أن تبدأ بكتابة كل مخاوفك وتناقشها بأسلوب عقلاني فإن وجدت فيها بعض الصحة عليك بتسطير أهداف جديدة من أجل محو تلك المخاوف، نأخذ مثال: لنفرض أن الهدف الذي سطرته كان أن تصبح مبمرمج حاسوب ناجح وتحصل على عمل بتلك المهارة التي سوف تكتسبها، ثم تبدأ الشكوك تنتابك بأن مصادر المعلومات أو المراجع غير متوفرة باللغة العربية عندما تتعمق في هذا المجال ، فهذه مخاوف مبررة ومبنية على أساس من الصحة ، والطريقة التي تتعامل معها هي أن تتعلم اللغة الانجليزية التي تتوفر فيها المراجع ، فإذن هدفك الثانوي هو تعلم الانجليزية ولتحقيق ذلك تخصص مثلا بضع ساعات في الأسبوع من أجل إتقان هذه اللغة وبذلك تتلاشى المخاوف من عدم توفر المراجع ولا يبقى لك عذر.
المرحلة الثانية : البدأ في الرحلة
من هنا تبدأ طريقك في رحلة النجاح وبناء ثقة صلبة مبنية على أشياء حقيقية ملموسة، تبدأ بخطوات صغيرة ومحسوبة، ونجاحات صغيرة تتراكم لتبني لك نجاحك وثقتك في نفسك، خلال هذه المرحلة عليك بفعل الأشياء التالية:
1- إبدأ بتعلم المهارات وتجميع المعلومات التي تحتاجها من أجل رحلتك:
فكر في الأهداف التي سطرتها في المرحلة الأولى والمهارات والمعلومات التي تحتاجها من أجل تحقيقها، والنصيحة في هذه النقطة هو ان عليك أن تقتقن هذه المهارات وليس فقط أن تتعلمها ، لأنه قد عاهدت نفسك أن تفعل كل ما بوسعك من أجل النجاح، إن تطلب الأمر سجل في مدرسة خاصة معتمدة كل تحصل على شهادة تعتز بها مستقبلا، أو إن كنت عصاميا فابذل كل ما بوسع لتتفوق في ذلك المجال.
2- ركز على االأساسيات:
عندما تكون في بداية المشوار عليك التركيز على الأساسيات ولا تحاول فعل الأشياء بطريقة عبقرية، عليك أولا أن تتقن الأساسيات ثم مرحلة العبقرية تأتي لوحدها في المستقبل.
3- ضع أهدافا بسيطة وحققها:
في هذه المرحلة عليك بأهداف بسيطة ، حققها واحتفل بتحقيقها، وربما تتسائل كيف لي أن أسطر أهدافا للنجاح في المرحلة الأولى والتي سوف لن تكون بسيطة والآن أبدأ بأهداف بسيطة وصغيرة؟ والجواب هو : لا يمنع من تسطير أهداف كبيرة وعظيمة في المرحلة الأولى من أن تسطر أهداف بسيطة في هذه المرحلة وذلك لأن هذه الأهداف البسيطة هي عبارة عن تلك الأهداف الكبيرة مجزءة ، فمثلا الهدف هو قطع مسافة 1000كلم ، والاهداف البسيطة هي قطع 10 كلم يوميا وبعد 100 يوم أكون قد حققت 1000 كلم.
4- واصل إدارة تفكيرك:
حافظ على معنوياتك مرتفعة ، وواصل الاحتفال بالانتصارات والانجازات الصغيرة التي تحققها يوميا، واصنع في ذهنك صورة لك تتم المشوار وأنت إنسان ناجح وواثق من نفسه.
وفي الجهة المقابلة عليك أن تتعلم تقبل النكسات والهزائم وتقتنع أن الأخطاء تقع وأنك إنسان قبل كل شيء، والأهم هو أن تتعلم من أخطائك وتعود بسرعة إلى الطريق وأن تعامل النكسات والأخطاء كفرص تتعلم منها الجديد وتكتشف نقطة ضعف فيك تحولها إلى نفطة قوة.
المرحلة الثالثة : الاسراع نحو النجاح
خلال هذه المرحلة تبدأ بالاحساس بالثقة في النفس تتنامى ويكون لديك الكثير من الانجازات التي تحتفل بها و تفتخر بها، إنه الوقت لكي تسرع نحو أهدافك:
إبدأ بتسطير أهداف أكبر قليلا وابدأ بقبول تحديات أصعب من قبل، عاهد نفسك على فعل أشياء أكبر وبالضرورة تعلم مهارات جديدة وادخل في مجالات جديدة وافتح اراض جديدة في مملكة نجاحك.
إليك بعض النصائح في هذه المرحلة:
- أنت الآن تتمتع بثقة جيدة بالنفس ولكن لا يجب أن تنزلق إلى الافراط في الثقة فتحمل نفسك أكبر من طاقتها فتخسر كل ما ربحته إلى الآن، فالحياة مبنية على التوازن وكلما زاد الأمر عن حده انقلب إلى ضده، تذكر هذا جيدا.
كلما استمريت في تطوير نفسك وتوسيع معارفك بطريقة مدروسة ورزينة ، كلما ازدادت ثقتك بنفسك وهذه الثقة لم تأتي من فراغ بل قد عملت بجد من أجلها وأنت الأن تتمتع بها بالاضافة إلى الانجازات العظيمة التي حققتها ولك الحق كل الحق أن تفتخر بها.
مواضيع ذات صلة