قصص للأطفال: لماذا جسم النمر تملأه خطوط سوداء؟
لماذا جسم النمر تملأه خطوط سوداء؟
في زمن بعيد جدا عندما كانت الحيوانات تتكلم كالبشر، خرج
من الأدغال نمر أبيض، وكانت النمور آنذاك بيضاء تماما من دون الخطوط واللون
البرتقالي التي هي عليه الآن، قصد هذا النمر إحدى الحقول القريبة من الغابة واختبأ
وراء الأشجار وأخذ يراقب المزارع، كان المزارع جالسا تحت شجرة يتناول غدائه
وبالقرب منه كان ثوره يستريح تحت شجرة اخرى.
تسلل النمر خفية خلف
الثور وهمس في أذنه:" لا تخف مني فأنا لم آت لآكلك، وإنما لأطلب
نصيحتك، تمت سؤال يحيرني وربما تمكنت من الإجابة عنه واشباع الفضول الذي يكاد
يقتلني، لقد كنت أراقب صاحبك المزارع منذ زمن ولم ألاحظ أنه قوي وليست له أنياب
كبيرة ويداه ضعيفتان مقارنة بك ورغم ذلك فهو يتحكم بك ويجعلك تعمل في حقله، أما
أنت فحيوان قوي جدا و كبير ولك قرون تستطيع قتل أي حيوان آخر بها، وبإمكانك سحق
هذا الرجل بكل سهولة، لقد سمعت أن مصدر قوة الرجل هي شيء يقال له الحكمة، فقل لي
أيها الثور ما هي الحكمة و من أين يأتي بها البشر؟"
واصل الثور مضغ الحشيش الذي في فمه ببطء وهو يفكر في
جواب للسؤال الذي طرحه النمر وفي النهاية قال له: "ليست لي أدنى فكرة عن هذه
الحكمة، لم لا تسأل المزارع بنفسك؟"
عرف النمر أنه لن يحصل على جواب شاف من الثور، إذ لو كان
يعلم لكان لديه الحكمة هو أيضا ولما بقي يعمل عند هذا المزارع، وفي قفزة واحدة وصل
إلى المزارع الذي كان لا يزال يتناول غدائه.
تسمر المزارع في مكانه من الخوف وبدأ يرتجف عندما رأى
النمر أمامه، وعندها قال له النمر: "لا تخف أيه الرجل الصغير لأني لم آت هنا
لإشباع بطني، إنما أنا هنا للبحث عن الحكمة، هل أجبتني من فضلك ما هو هذا الشيء
الذي يطلق عليه البشر الحكمة؟ كيف تبدو؟ ومن أين تحصلون عليها؟ هلا تقاسمت القليل
من حكمك معي؟"
مسح المزارع العرق من جبينه وأجاب بكل ما يستطيع من
هدوء: "الحكمة شيء ثمين جدا، هل علي حقا تقاسمها معك؟"
أجاب النمر: "الاختيار لك، ولكن هل تسمع هذا الصوت
القادم من معدتي؟ أنا لم آكل منذ يومين وأنا أفكر في هذا السؤال، أما الآن فيبدوا
أنني مستعد لوجبة خفيفة".
وبالفعل كانت معدة النمر تصدر صوتا، فأجاب المزارع:
"يسعدني ويسرني أن أتقاسم حكمتي معك أيها النمر العزيز، ولكنني تركتها في
البيت اليوم، يجب علي الذهاب إلى البيت لجلبها، إن ذهبت معي فأنا أخشى أن ترعب
سكان القرية، هل يمكنك انتظاري قليلا هنا لو سمحت؟"
بدأ النمر يدور حول المزارع بطريقة تهديدية قبل أن أجاب:
"سوف أنتظرك هنا ولكن إياك أن لا تأتي وإلا زرتك في الغد، وفي المرة القادمة
قد يكون جوعي أقوى من فضولي".
توجه المزارع إلى بيته ولكنه مشى بضع خطوات ثم رجع إلى
النمر وقال له: "أرجوك سامحني، ولكنني قلق أن أترك نمرا جائعا بالقرب من
ثوري. هل تسمح لي أن أربطك إلى هذه الشجرة ريثما أجلب الحكمة وأعود؟ هكذا أكون
أكثر اطمئنانا".
كان النمر يخشى أن يغير المزارع رأيه ولا يتقاسم الحكمة
معه، بدأ يفكر في القوة الكبيرة التي يمكن أن تعطيها له الحكمة، كيف يمكنه بهذه
القوة السيطرة على كل الكائنات التي تمشي أو تزحف أو تطير في هذا العالم، كان يريد
هذه القوة بشدة لدرجة أنه قبل أن يقيده المزارع.
وبالفعل لف المزارع حبلا على جسم النمر وأرجله وأحكم
تقييده إلى الشجرة بحيث لم يكن في مقدور النمر التحرك.
وبعد قليل عاد المزارع مع أولاده الثلاثة وكل واحد يحمل
معه حطبا، وقال المزارع للنمر: "ها قد نفذت وعدي وجلبت لك الحكمة". وضع
المزارع وأولاده الحطب قرب النمر المقيد وأشعلوا النار، بدأت ألسنة النار
البرتقالية تقترب من النمر وسرعان ما وصلت إليه وبدأ في الاحتراق، كان يتألم بشدة
ولكنه لم يستطع الهروب أو الحركة حتى التهمت النار الحبل الذي كان يلفه واستطاع
الهرب.
ذهب النمر إلى النهر ليطفأ النار من على جسمه، ومع مرور
الوقت شفيت حروقه ولكن بقي جسده برتقالي من أثر النار وفيه خطوط من أثر الحبل،
ومنذ ذلك اليوم والنمر برتقالي ومخطط بالأسود.
شكرا على القراءة والمتابعة
قد يعجبك أيضا:
قصص للأطفال: إبن آوى الذكي والنمر الغبي
قصص للأطفال: الأسد والبعوضة
قصص للأطفال: ثقب في السياج
قصص للأطفال: القرد والتمساح
حركة واحدة
قصص للأطفال: إبن آوى الذكي والنمر الغبي
قصص للأطفال: الأسد والبعوضة
قصص للأطفال: ثقب في السياج
قصص للأطفال: القرد والتمساح
حركة واحدة
مواضيع ذات صلة