-->

يوليو 18, 2018

يوليو 18, 2018

قصص للأطفال: الكهف الناطق

الأربعاء، 18 يوليو 2018 يوليو 18, 2018

قصص للأطفال: الكهف الناطق

الكهف الناطق

في إحدى الغابات الجميلة كان يعيش الكثير من الحيوانات، منها المفترسة والقوية ومنها المسالمة والضعيفة، كان ابن آوى يعيش في كهف قرب الجبل، وكان يخرج يوميا في الصباح الباكر بحثا عن الطعام ويعود في المساء إلى كهفه، كان ابن آوى سعيدا بالعيش في ذلك الكهف، فقد كان واسعا وبعيدا عن المفترسين، فلم يكن عليه القلق والخوف بشأن ذلك بالإضافة إلى أنه لا أحد كان يزعجه هناك.
وفي يوم من الأيام خرج ابن آوى كعادته في الصباح الباكر للبحث عن الطعام، وفي ذلك اليوم خرج الأسد هو أيضا للصيد ولكنه لم يوفق ولم يصطد شيء، لم يستسلم الأسد وضل يبحث عن حيوان يصطاده طول النهار، وبما أنه كان جائعا وتعبا فلم يتمكن من الامساك بالكثير من الحيوانات التي صادفها في طريقه، فكر الأسد وقرر أن يبتعد عن المكان الذي كان معتادا أن يصطاد فيه، وذلك أن الكثير من الحيوانات قد غادرته لما علمت أن الأسد هناك، ولم يبق إلا الحيوانات السريعة جدا أو القوية جدا والتي لا يستطيع حتى الأسد الاقتراب منها....
وهكذا ابتعد الأسد عن مكانه المعتاد وقاده البحث إلى أن وصل إلى سفح الجبل، ولكن رغم كل هذا الجهد لم يتمكن من صيد أي شيء، كان الحر شديدا وكان الأسد يتضور من الجوع وقد نال منه التعب، فذهب ليشرب من الجدول القريب وجلس تحت شجرة ليرتاح في الظل وبدأ يفكر في العودة إلى عرينه، وبينما هو كذلك إذا به يشاهد كهف ابن آوى...
اقترب الأسد من الكهف بهدوء شديد، فلم يكن يريد أن يخيف الحيوان الذي يعيش في الداخل، ثم دخل إلى الداخل، ولكنه أصيب بخيبة الأمل فقد كان الكهف فارغا....
الكهف الناطق2

هم الأسد بالخروج والرجوع إلى عرينه ولكنه توقف وبدأ بالتفكير، فخطرت له فكرة رائعة وقال في نفسه:
"كهف واسع وهادئ مثل هذا يجب أن يكون مأوى لأحد الحيوانات، ولابد أنه سيعود إليه في المساء، فالأفضل أن أختبأ في الداخل وأنتظر عشاءي ليحضر بنفسه، بدل مطاردته، وربما كانت عائلة كاملة من الحيوانات تعيش هنا، وباصطيادهم سوف يكفونني شهرا كاملا"
بحلول المساء عاد ابن آوى كالعادة إلى الكهف، وعندما أراد الدخول لاحظ آثار أقدام الأسد تدخل الكهف ولم يلاحظ آثاره تخرج، خاف كثيرا وعلم أن الأسد في الداخل ينتظره ليأكله، ولكنه لم يكن متأكدا من ذلك، فكر في مغادرة المكان إلى مكان آخر، ولكنه كان يحب كهفه كثيرا ولم يشأ أن يغادره بسبب شكوك فقط.
بدأ ابن آوى بالتفكير بطريقة يتأكد فيها أن الأسد في الداخل، فقرر أن يقوم بخدعة تكشف الأسد، فاقترب من مدخل الكهف وقال بصوت عال:
"مساء الخير أيها الكهف العزيز، ها قد عدت مجددا وأنا الآن أنتظر أن تسمح لي بالدخول وتقول لي أن المكان آمن"
الكهف الناطق3

بالطبع لم يرد أحد عليه، فكرر السؤال:
"ما خطبك اليوم أيها الكهف؟ لماذا لا تتكلم معي؟ هل هناك شخص في الداخل؟"
كان الأسد يستمع إلى ما يقوله ابن آوى، واعتقد أن الكهف كان يتكلم في العادة مع ابن آوى ويخبره أن المكان آمن، ولكن هذه المرة وبما أنه في الداخل فإن الكهف بقي صامتا، فخاف أن يرجع ابن آوى ولا يدخل الكهف ويضيع عشاءه فقرر أن يتظاهر أنه الكهف ويجيب ابن آوى، فقال:
"مساء الخير يا صديقي العزيز، يمكنك الدخول فالمكان آمن ولا يوجد أحد بالكهف"
كان صوت الأسد أكثر رعبا بسبب الصدى الذي يحدثه الكهف، ولما سمع ابن آوى ذلك تيقن من وجود الأسد في الداخل وفر بكل سرعته ونجى من الموت....
العبرة من القصة:

تعليقات

  • فيسبوك
  • جوجل بلاس
جميع الحقوق محفوظة لـ قصص للاطفال

تصميم و تكويد