-->

أغسطس 15, 2018

أغسطس 15, 2018

قصص للأطفال: الحمار الموسيقار

الأربعاء، 15 أغسطس 2018 أغسطس 15, 2018

قصص للأطفال: الحمار الموسيقار

الحمار الموسيقار

في إحدى البيوت الريفية الجميلة كانت هناك عائلة تعيش قرب المراعي الخضراء الجميلة، أين يكون العشب أخضرا طوال السنة بسبب الوديان والمجاري المائية الكثيرة في المنطقة، كانت هذه العائلة تملك حمارا تستعمله لحمل أغراضها والعمل في الحقل، كان الحمار يعمل بجد طول النهار وكان رب العائلة شخصا عطوفا جدا، وكان يحب حماره ولا يعامله بقسوة كبقية الناس، ولهذا كان يطلقه في الليل ويسمح له بالتجوال في المراعي القريبة وأكل العشب حتى الصباح إلى أن يحين وقت عمله في الحقل.
كان الحمار سعيدا بحياته وخصوصا في الليل أين كان يتجول بحرية، وكان أحيانا يبتعد عن البيت كثيرا وهو يتجول حتى يقترب من الغابة، ولحسن حظ الحمار لم يكن في الغابة مفترسات تهدد حياته.
الحمار الموسيقار2

وفي ليلة من الليالي أين كان الحمار يتجول في المراعي صادف ثعلبا بالقرب من الغابة، لم يسبق للحمار أن رأى الثعلب من قبل لذا اقترب منه وسأله بلطف:
"مرحبا صديقي، لم يسبق لي وأن رأيتك في الجوار، هل تسكن في هذه الغابة؟"
فأجاب الثعلب:
"مرحبا صديقي الحمار، لقد انتقلت للعيش في هذه الغابة منذ مدة قصيرة فقط، ولقد أعجبتني المنطقة كثيرا، وقررت البقاء والعيش هنا"
فرد الحمار بسرور:
"أهلا وسهلا بك في المنطقة، لقد أحسنت الاختيار فهذه منطقة رائعة والغذاء وفير، ولا توجد حيوانات مفترسة، والناس هنا طيبون وخصوصا مالكي فهو يسمح لي بالتجول في الليل كما أريد، هل تمانع أن نصبح أصدقاء؟"
فقال الثعلب:
"لا مانع لدي أن أكون صديقك، ولكن بخصوص الغذاء ربما يكون وفيرا بالنسبة لك أما أنا فعلي الصيد لكي أحصل على طعامي، وهذا ليس بالأمر الهين"
فقال الحمار:
"ولكن يمكن أن تبقى معي بعض الوقت كل ليلة بعد أن تنتهي من الصيد"
خطرت للثعلب فكرة، فربما استعمل الحمار لكي يحصل على طعامه بسهولة، فرد بتردد:
"لا أدري كما قلت لك ليس من السهل الصيد، وعندما أنتهي أكون متعبا وأرغب في الراحة"
ثم أضاف بعد أن شاهد خيبة الأمل على وجه الحمار:
"هل تحصل على طعامك من هذا المرعى فقط؟"
فرد الحمار:
"نعم، فالعشب كثير هنا ولا أحتاج لكي أتنقل كثيرا للحصول عليه"
فقال الثعلب:
"هل جربت الخضار الطازجة من المزارع القريبة؟ هناك الكثير منها"
فرد الحمار:
"لا يمكنني الدخول إلى المزارع وأكل الخضار فهذا لن يعجب مالكي، وإن علم بالأمر ربما لن يتركني حرا بعد اليوم"
فقال الثعلب:
"وكيف يعلم صاحبك بالأمر، يمكننا الذهاب إلى المزارع البعيدة التي لا يعرفك الناس فيها، ثم إنها الوسيلة الوحيدة لكي أصحبك فيها، فأنت تأكل الخضار وأنا أتناول البيض أو الدجاج، فماذا قلت"
فكر الحمار في الأمر، لقد كان يحس بالوحدة وأراد أن يكون له صديق، ولهذا قبل بالفكرة....
بدأ الصديقان يدخلان إلى المزارع كل ليلة، كان الحمار يكسر السياج ثم يدخلان ويأكلان حتى يشبعا ثم يخرجان، ويذهبان ويجلسان قرب الوادي إلى أن يحين الصباح، فيذهب الحمار للعمل ويعود الثعلب إلى الغابة.
الحمار الموسيقار3

أصبح الحمار أكثر سعادة مما كان، فقد أصبح له صديق يأنسه، كما أنه أحب أكل الخضار الطازجة أكثر من العشب، وكان الثعلب سعيدا أيضا فقد وفر الحمار عليه عناء الصيد والجري وراء الطرائد...
استمر الحال هكذا لعدة أيام، وفي ليلة مقمرة جميلة ذهب الصديقان كعادتهما إلى إحدى المزارع ودخلا وأكلا حتى شبعا، وعندها قال الحمار للثعلب:
"أحس بسعادة كبيرة، وأريد أن أغني تحت ضوء القمر..."
الحمار الموسيقار4

كان الثعلب أكثر حذرا وفطنة من الحمار فقال:
"هل جننت؟ نحن في مزرعة الغير نسرق خضارها و بيضها وأنت تريد أن تغني، ثم إن صوتك ليس بالصوت الشجي ويمكن سماعه من مسافة طويلة، أرجوك اعدل عن فكرة الغناء ودعنا نذهب"
فقال الحمار:
"لقد قضيت حياتك كلها في الغابة لهذا أنت لا تقدر الموسيقى والصوت الجميل، وربما كنت تغار من صوتي لهذا قلت ما قلت، ولكنني لا أهتم سأغني ولا يهمني رأيك"
علم الثعلب أن الحمار الأحمق سوف يورطه في مشكلة كبيرة فقال له:
"حسنا إن كان ولا بد انتظر حتى أخرج من السياج وأراقب المزارعين، وأحذرك إن رأيتهم قادمين"
خرج الثعلب من السياج وخبأ نفسه وأعطى الإشارة للحمار بالغناء، وبمجرد أن بدأ أفاق المزارعون، وعلموا بما فعله الحمار بحقولهم، فأوجعوه ضربا بالعصي ثم ربطوا خشبة كبيرة حول عنقه وتركوه يذهب...
ضحك الثعلب كثيرا من الحمار وقال له:
"أرى أن المزارعون يقدرون الموسيقى والصوت الجميل كثيرا، ولقد كافأوك بسخاء على عرضك...."

الحكمة من القصة:


تعليقات

  • فيسبوك
  • جوجل بلاس
جميع الحقوق محفوظة لـ قصص للاطفال

تصميم و تكويد