-->

August 05, 2018

August 05, 2018

قصص للأطفال: الأسد والذئب وابن آوى

Sunday, August 5, 2018 August 05, 2018

قصص للأطفال: الأسد والذئب وابن آوى

الأسد والذئب وابن آوى

في إحدى الغابات عاس أسد قوي، وكان له خادمان أحدهما ذئب والآخر ابن آوى، وفي إحدى الأيام كانت قافلة مارة بالقرب من الغابة، كانت القافلة عبارة مكونة من مجموعة من الجمال تحمل البضائع، وكانت هناك أنثى جمل حامل وعلى وشك وضع صغيرها فلم تتمكن من السير كبقية الجمال، وبما أن القافلة كانت مستعجله وتخشى من قطاع الطرق فلم يتمكنوا من ابقائها وتركوها خلفهم ومضوا في طريقهم.
في تلك الأحيان كان الأسد بالقرب من المكان يبحث عن طريدة وبمجرد رأيته لأنثى الجمل انقض عليها وقتلها، ولم بدأ بالأكل وصل إلى الرحم ولما فتحه خرج الجمل الصغير، أشفق الأسد على الصغير وقرر الإبقاء عليه وأخذه إلى عرينه وأخبر خادميه أنه قرر أن يعيش الجمل بينهم بسلام، وحذرهما من التعرض له، ثم نشر الخبر في الغابة، فأصبح الجمل يتجول بحرية ولا يتعرض له أي من الحيوانات المفترسة، لأنها جميعا كانت تخشى الأسد...
الأسد والذئب وابن آوى2

كان الجمل سعيدا بالعيش في عرين الأسد، وكان الجميع متفاهمون وسعيدون بحياتهم، إلى أن جاء يوم خرج فيه الأسد للصيد كالعادة وتقاتل مع فيل كبير وأصيب إصابة خطيرة، لم يتمكن الأسد من الصيد بعد تلك الإصابة وكان عليه أن ينتظر وقتا طويلا حتى يشفى ويعود إلى الصيد، ولكن المشكلة من سوف يصطاد بدله؟
طلب الأسد من خادميه الخروج للصيد وجلب فريسة يتغذون عليها، ولكنهما كانا لا يحسنان الصيد، فطول حياتهما كانا يعتمدان على الأسد في ذلك ولم يتعلما الصيد، وعادا صفر اليدين في اليوم الأول، والثاني والثالث كذلك....
أصبح الأمر لا يطاق فلم يأكل الثلاثة منذ ثلاثة أيام، خطرت لابن آوى فكرة تخرجهم من هذا المأزق.
قال في نفسه: "نحن نتضور جوعا وهذا الجمل حر طليق بيننا، علي أن أقنع الأسد بقتله وبهذا نسكت جوعنا لأيام ..."
ذهب ابن آوى إلى الجمل وقال له: "سيدنا الأسد لم يعد قادرا على الصيد، ونجن كما تعلم لا نستطيع الصيد مثله، وإن استمر الحال هكذا سيموت الأسد خلال أيام من الجوع ونحن كذلك، ولن يبقى أحد يحميك من المفترسات، أقترح أن تتبر بنفسك لإنقاذ سيدنا الأسد الذي حماك ورعاك طول حياتك، وبهذا سوف تولد من جديد في الجنة وتعيش بسعادة إلى الأبد"
الأسد والذئب وابن آوى3

فرد الجمل الفتي مباشرة: "لولا الأسد لكنت مت منذ زمن طويل، ولن أرضى أن يموت من الجوع وأنا متأكد أنني سوف أجد مكانا لي في الجنة بعد هذه التضحية، سوف أهب جسدي للأسد"
عاد ابن آوى إلى الأسد وأخبره أن الجمل مستعد للتضحية بنفسه من أجل أن يعيش هو، ولكن الأسد لم يرضى بذلك وقال أنه قد أمنه ولن يخلف بعهده حتى لو طلب الجمل منه ذلك، ولكن ابن آوى كان ذكيا جدا وقال للأسد:
"أعلم يا سيدي أنك أمنته، ولكنها أمنيته ولكي يسامحك الله على فعلتك يجب أن تغتسل وتصلي قبل أن تأكله، وبهذا يسامحك الله ويذهب الجمل الشاب إلى الجنة"
لم يكن من الصعب على ابن آوى إقناع الأسد فقد كان يتضور جوعا هو الآخر، وفكرة الاغتسال والصلاة قبل الأكل كانت مجرد عذر واه للأسد لكي يقبل.
بمجرد أن قبل الأسد وثب ابن آوى والذئب على الجمل وقتلاه في الحين، وخرج الأسد إلى النهر ليغتسل ويصلي وترك الآخران يحرسان جثة الجمل...
الأسد والذئب وابن آوى4

فكر ابن آوى في فكرة يتخلص بها من الذئب حتى يبقى وحده مع الأسد ، إذ أن الجمل لن يكفيهم سوى لثلاثة أو أربعة أيام على أقصى تقدير، فقال للذئب:
"تبدوا شاحبا وضعيفا جدا من الجوع، وأخشى أن تموت قبل أن يرجع الأسد ونبدأ الأكل، لقد أشفقت عليك يمكنك أن تبدأ الأكل الآن وسوف أقنع الأسد عند رجوعه أن يسامحك فقد رأيت كيف أقنعته بقتل الجمل"
كان الجوع قد نال حقا من الذئب، وانخدع بكلام ابن آوى وظن حقا أنه سوف يقنع الأسد بمسامحته فبدأ بالأكل، وبمجرد وصول الأسد قال له ابن آوى أن يتوقف...
لما دخل الأسد لاحظ أن أحدهما قد بدأ بالأكل من الجمل قبله فزأر غاضبا:
"من تجرأ على أن يسبقني ويبدأ بالأكل ؟"
فقال ابن آوى للذئب: "لقد حذرتك من أن تبدأ بالأكل قبل سيدنا ولكنك لم تكترث، عليك أن تشعر بالعار من نفسك..."
لما رأى الأسد الدم في فم الذئب عرف أنه الفاعل ووثب عليه، ولكنه كان مصابا فأخطأه، ولكن الذئب هرب ناجيا بحياته وبهذا تخلص ابن آوى من الذئب...
في ذلك الوقت كانت قافلة كبيرة من الجمال تمر من الغابة، وكانت أجراس معلقة في الجمال وتصدر صوتا قويا يسمع من بعيد، خطرت لابن آوى فكرة حتى يتخلص من الأسد ويبقى له الجمل وحده.
استغرب الأسد من الصوت القوي الذي يصدر من الغابة وسأل ابن آوى عنه، فقال له ابن آوى:
"يا سيدي أعتقد أنها نفس القافلة التي وجدنا فيها الجمل، ولكن هذه المرة يقودها إله الموت، ويبدوا أنه غاضب جدا منك لأنك قتلت الجمل قبل أن يحين وقت موته، عليك أن تهرب وإلا قتلك كما قتلت الجمل..."
خدع الأسد بهذه الحيلة ولما سمع القافلة تقترب استجمع قواه وهرب من العرين تاركا ابن آوى لوحده مع جثة الجمل، وبهذا تخلص ابن آوى من الجميع وبقي له الجمل وحده.
الأسد والذئب وابن آوى5

تعليقات

  • فيسبوك
  • جوجل بلاس
جميع الحقوق محفوظة لـ قصص للاطفال

تصميم و تكويد