-->

July 28, 2018

July 28, 2018

قصص للأطفال: الوردة الحمراء المغرورة

Saturday, July 28, 2018 July 28, 2018

قصص للأطفال: الوردة الحمراء المغرورة

الوردة الحمراء المغرورة

في يوم جميل من أيام الربيع تفتحت في إحدى الغابات وردة حمراء جميلة جدا، وما إن رأتها الأشجار حتى أجبن بها، وقالت شجرة الصنوبر القريبة منها: "ما أروع هذه الوردة الحمراء ! أتمنى لو كنت بهذا الجمال" فردت عليها شجرة أخرى :"لا تحزني يا عزيزتي شجرة الصنوبر، فلا يمكن أن يلك أحد كل شيء، يكفيك طولك الكبير والظل الذي تنتجينه ودعي الجمال للورود والأزهار"
وعندها قالت الوردة الحمراء الجميلة: "يبدوا أنني أجمل وردة في هذه الغابة !"
عندها رفعت زهرة عباد الشمس رأسها الأصفر وقالت للوردة الحمراء الجميلة والمغرورة: "ما الذي يجعلك تقولين هذا؟ يوجد الكثير من الورود الجميلة في هذه الغابة، وأنت مجرد واحدة منهم"
الوردة الحمراء المغرورة2

فردت الوردة الحمراء: "الأمر واضح الجميع ينظرون إلي ويعجبون بجمالي، وهذا يعني انني الأجمل بين الورود والأزهار في هذه الغابة" وبدأت الوردة الحمراء تنظر حولها لتبين لزهرة عباد الشمس أنه لا يوجد أجمل منها، وعندها شاهدت بالقرب منها نبات الصبار فقالت باشمئزاز: "انظروا إلى هذا النبات القبيح المليء بالأشواك !"
فقالت لها شجرة الصنوبر الحكيمة: "ما هذا الكلام الذي تقولينه أيتها الوردة الحمراء ! من يعرف حقيقة الجمال؟ أنت أيضا لكي أشواك"
فردت عليها الوردة الحمراء المغرورة بغضب: "ظننت أن لكي ذوقا رفيعا يا شجرة الصنوبر، ولكن يبدو أنك لا تعرفين شيئا عن الجمال، كيف تقارنين أشواكي بأشواك هذا الصبار القبيح؟"
فقالت الأشجار في نفسها: "ما أشد غرور هذه الوردة الحمراء !"
حاولت الوردة الحمراء المغرورة سحب جذورها بعيدا عن نبات الصبار من دون جدوى، فأصبحت كل يوم تشتم الصبار المسكين وتقول أشياء مثل :"ما أبشع هذا الصبار، إنه بدون فائدة، كم أنا تعيسة لأنني جارته !"
ولكن الصبار الحكيم لم يكن يغضب مما تقوله الوردة الحمراء المغرورة، حتى أنه كان أحيانا يحاول إفهامها حقيقة الأمور كأن يقول: "أيتها الوردة الحمراء الجميلة، لم يخلق الله شيء من دون سبب"
ومرت الأيام على هذه الحالة، ومر فصل الربيع الجميل بجوه اللطيف وجاء فصل الصيف، واشتد الحر في الغابة وأصبحت الحياة صعبة على النباتات الصغيرة حيث أنه لا أمطار في الصيف، وبدأت الوردة الحمراء تذبل شيء فشيء...
وفي يوم من الأيام شاهدة الوردة الحمراء المغرورة العصافير تحط على الصبار وتدخل مناقيرها فيه ثم تطير وهي منتعشة، حير ذلك الوردة الحمراء المغرورة ولم تفهم السبب، فسألت شجرة الصنوبر القريبة منها:
الوردة الحمراء المغرورة3

"لماذا تدخل العصافير مناقيرها في الصبار ثم تطير منتعشة هكذا؟"
فردت شجرة الصنبر عليها قائلة: "العصافير تأتي إلى الصبار لتشرب الماء"
فتعجبت الوردة الحمراء المغرورة من ذلك وقالت: "هل يملك الصبار الماء؟؟؟"
فقالت شجرة الصنوبر: "بالطبع، فالصبار يخزن الماء من الشتاء لكي يستعمله في فصل الصيف الحار"
فقالت الوردة الحمراء المغرورة: "ولكن ألا يؤلمه أن تدخل العصافير مناقيرها في جسمه هكذا؟"
فقالت شجرة الصنوبر: "نعم هو يتألم من ذلك، ولكنه نبات طيب وكريم ولا يحب أن يرى الطيور المسكينة عطشى، فهو يتحمل الألم من أجلهم"
تعجبت الوردة الحمراء من كرم الصبار الكبير وندمت على ما كانت تقوله له من كلام سيئ في الماضي، ثم قالت لشجرة الصنوبر:
"أنا أيضا أكاد أموت من العطش، هل يقبل الصبار أن يعطيني القليل من الماء وهذا بعد كل ما فعلته به؟"
فردت شجرة الصنوبر :"بالطبع يقبل بذلك، إنه طيب القلب ولا يحقد على أحد"
بعد تردد تشجعت الوردة الحمراء وطلبت من الصبار بعض الماء، فقبل الصبار ذلك، وطلب من العصافير أن تأخذ الماء لها، وبالفعل بدأت العصافير تحمل الماء في مناقيرها وتسقي به الوردة الحمراء التي انتعشت من جديد وعاد إليها جمالها المعهود.
تعلمت الوردة الحمراء درسا مهما من تلك الحادثة وهو ألا تحكم على الأشياء من خلال مظهرها، ومنذ ذلك اليوم لم تعد تلك الوردة المغرورة وأصبحت سعيدة جدا بجوارها للصبار الطيب.

تعليقات

  • فيسبوك
  • جوجل بلاس
جميع الحقوق محفوظة لـ قصص للاطفال

تصميم و تكويد