قصص للأطفال: ابن آوى الأزرق

قصص للأطفال: ابن آوى الأزرق

Saturday, August 25, 2018 August 25, 2018

شارك الموضوع

قصص للأطفال: ابن آوى الأزرق

كان يعيش في إحدى الغابات ابن آوى كسول، كان لا يحب الصيد والجري وراء الفرائس مدة طويلة، وكان دائما يبحث عن طريقة سهلة ليحصل على طعامه، وفي أغلب الأحيان كان يسرق طعام الآخرين أو يخدعهم، ونتيجة لذلك لم يعد أحد يحبه أو يثق به في الغابة.

وفي يوم من الأيام خرج كالعادة للبحث عن الطعام، ولكنه لم يعثر على شيء طول النهار وكلما اقترب من حيوان معه طعام ابتعد عنه وقال له:

"لن تخدعني مجددا وتأخذ طعامي، من الأفضل لك أن تصطاد بنفسك"

وهكذا مر النهار على ابن آوى من دون أن يحصل على شيء يأكله، وفي المساء كان يتضور جوعا، ففكر أن يذهب إلى القرية المجاورة لعله يجد هناك ما يسرقه، وبالفعل اتجه في الحال إلى القرية وتسلل إلى إحدى المزارع واقترب من منزل الدجاج، ولكن للأسف كان لصاحب المزرعة كلاب تحرسها، وبمجرد دخول ابن آوى إلى بيت الدجاج، أحدث الدجاج ضجة كبيرة أيقظت الكلاب، عندها فر ابن آوى من المزرعة ولكن الكلاب تبعته ولحقت به الكثير من كلاب القرية...

جرى ابن آوى بكل طاقته محاولا الخروج من القرية ولكن الكلاب حاصرته وأغلقت عليه الطريق المؤدي إلى الغابة، وطاردته داخل القرية، في محاولة منه للتخلص من الكلاب دخل ابن آوى إلى بيت صانع الجلود واختبأ في برميل من الدهان الأزرق وضل هناك إلى أن يئست الكلام من العثور عليه، ثم خرج وتسلل مسرعا إلى الغابة...

أصبح لون ابن آوى أزرق بسبب الدهان، وفي الصباح لما رأته حيوانات الغابة الأخرى لم تعرفه، وظنته حيوان غريبا وقويا وخافت منه كثيرا وهربت بمجرد اقترابها منه...

خطرت لابن آوى فكرة عندما رأى تصرف الحيوانات الأخرى معه، وقرر أن يستغل الفرصة لصالحه، فقال للحيوانات الأخرى:

"أيتها الحيوانات لقد جئت إلى هذه الغابة لكي أكون ملكا عليها، لقد بعثني الله لكم لأحميكم بقوتي وجعل لوني أزرق ومختلف عنكم جميعا وأعطاني قوة كبيرة لا يمتلكها أحد منكم لا يستطيع أي حيوان هزيمتي، لذلك عليكم بطاعتي وخدمتي وإلا غضبت وعاقبتكم أشد العقاب !"

صدقت الحيوانات حديث ابن آوى وجعلته ملكا عليهم بدل الأسد، وانتقل ابن آوى للعيش في عرين الأسد وأصبحت الحيوانات كلها خدم له يلبون كل ما يطلبه منهم، ويحضرون له الطعام الشهي إلى العرين، وبهذا لم يعد على ابن آوى الصيد أو إتعاب نفسه....

كما قرر ابن آوى إخراج جميع بنات آوى من الغابة مخافت أن يتعرفوا عليه وقال للحيوانات:

"لقد قررت أن لا يبقى في الغابة ابن آوى واحد، لأنها حيوانات مخادعة وماكرة، وأنا لا أحب المكر والخداع، وعليه آمرك أيها الأسد أن تطردهم جميعا ولا يبقى أحد منها في الغابة"

وبالفعل طرد الأسد جميع بنات آوى من الغابة، ولم يجرؤ أي حيوان على الاعتراض، وأصبحت بنات آوى تعيش في الغابة المجاورة وتأتي كل ليلة إلى حدود الغابة وتبدأ في العواء أسفا على مغادرة منازلها...

ومرت الأيام على هذا النحو وابن آوى يأمر وينهى ولا أحد يجرؤ على مخالفته، وجعل من جميع الحيوانات خدما له، وهذا لم يعجبها وخاصة الأسد الذي كان يوما ما ملكا للغابة، وذات ليلة بينما كان ابن آوى وحده في العرين سمع عواء أصدقائه القدامى بنات آوى من حدود الغابة، غلبت غريزته في العواء عليه وبما أنه كان وحده بدأ في العواء مثلها، ولكن الأسد كان في الخارج ولما سمع العواء من داخل العرين تسلل ورأى ابن آوى يعوي، وعندئذ علم أنه مجرد ابن آوى وليس وحشا خطيرا يخشاه الجميع....

غضب الأسد كثيرا وهجم على ابن آوى وتبعته جميع الحيوانات وأشبعوا ابن آوى ضربا وطردوه من الغابة، وبهذا لقي ابن آوى الخبيث جزاء خداعه ومكره.

الحكمة من القصة:

الغش والخداع يؤديان بصاحبهما إلى التهلكة.

شكرا على القراءة والمتابعة

لا تنسى تصفح والاعجاب على صفحة الفيسبوك

للمزيد من القصص اضغط هنا 

قد يعجبك أيضا:
قصص للأطفال: الشرنقة والفراشة

قصص للأطفال: الأسد والبعوضة

قصص للأطفال: ابن آوى الذكي و النمر الغبي 

قصص للأطفال: الكهف الناطق

قصص للأطفال: الأسد والذئب وابن آوى