-->

July 10, 2018

July 10, 2018

قصص للأطفال: الأسد والبعوضة

Tuesday, July 10, 2018 July 10, 2018

قصص للأطفال: الأسد والبعوضة

الأسد والبعوضة

إفريقيا معروفة بحيواناتها الكثيرة وغاباتها الكثيفة، حدثت هذه القصة في إحدى تلك الغابات، كان مساء صيفيا حارا والحيوانات كانت تستعد للنوم، وعلى إحدى الأعشاب كانت البعوضة تعد سريرها، البعوض حشرات تتغذى على دماء الحيوانات ذات الدماء الحارة، كان ذلك المساء حارا حتى على البعوضة....
بمجرد أن أغمضت البعوضة عينها إذا بها تسمع زئيرا شديد، كان الأسد مارا من ذلك المكان للبحث عن فريسة، استيقظت جميع الحيوانات بسبب الصوت العالي للزئير وكانت كلها مرعوبة من الأسد، فتحت البعوضة عينيها لتعرف مصدر الصوت، وعندها زئر الأسد مجددا...
كانت البعوضة منزعجة جدا من زئير الأسد وعندما اقترب من مكانها صاحت به :
"لماذا تزئر في هذا الوقت من الليل؟ ألا ترى أن الجميع نيام؟"
انزعج الأسد كثيرا مما قالته البعوضة وقال لها:
"أنت مجرد حشرة صغيرة مهملة وقحة، كيف تجرئين على الكلام معي بهذه الطريقة؟؟"
فردت البعوضة باحتقار:
"قد تكون قويا جسديا ولكن هذا لا يعطيك الحق لتوقظ الحيوانات وهي نائمة، لماذا لا تزئر على حيوانات بحجمك؟ لماذا لا تبقى قرب عرينك وتتركنا نحن الصغار ننام بسلام"
غضب الأسد مما قالته البعوضة ولكنه تماسك نفسه، فقد كان يعلم أنه كي يسيطر على الآخرين يجب عليه أولا السيطرة على نفسه، ثم أجاب بلهجة متكبرة:
"بأي حق؟ ألا تعلمين أنني ملك هذه الغابة؟ وبإمكاني فعل ما أريد أو أكل من أريد، أفعل ما أريد وأذهب حيث يحلو لي، وأقول ما يحلو لي ولا أحد يستطيع أن يتذمر على سلطتي، ببساطة لأنني أنا ملك هذه الغابة" وزئر الأسد مجددا...
فأجابت البعوضة: "هلا أغلقت فمك قليلا على الأقل عندما نتحدث، من الصعب الكلام مع أحمق يزئر خلال الكلام"
ثم أضافت قائلة:
"ثم ما الذي يجعلك تعتقد أنك ملك هذه الغابة، هل اختارك أحدهم لذلك، فقط أخبرني؟"
عند ذلك استشاط الأسد غضبا، لم يرق له أن حشرة صغيرة تعترض على سلطته للغابة.
ثم قال للبعوضة:
"لا أحتاج لأحد كي يختارني، الجميع يعترف بأنني ملك هذه الغابة، والجميع يخشاني"
ضحكت البعوضة وقالت:
"أنا لست خائفة منك ولا أعترف بك ملكا للغابة، وعليه لا يحق لك أن تكون الملك"
غضب الأسد كثيرا وأخذ يصيح:
"أنت أيتها الحشرة الصغيرة لا تعترفين بي كملك للغابة؟؟؟"
"هذا صحيح، ولن تصبح الملك أبدا حتى تهزمني" أجابت البعوضة.
ضحك الأسد بشدة مما قالته البعوضة، فلم يتخيل نفسه يوما يقاتل حيوانا صغيرا فما بالك ببعوضة صغيرة.
ثم قال للبعوضة:
"هل تعنين قتال بيني وبينك؟ لم يسمع أحد بأسد يقاتل بعوضة، أغربي عن وجهي أيتها الحشرة الغبية، واغلقي فمك وإلا دست عليك"
ضحكت البعوضة وقالت للأسد:
"إن غادرت هذا المكان من دون أن تقاتلني فسوف أخبر الجميع أنك خفت مني وسوف يعينوني ملكة للغابة"
ضحك الأسد وقال:
"ليكن القتال إذن، ولكن لا تقولي أنني لم أحذرك"
فقالت البعوضة: "ولكن يجب أن تقبل بالشروط أولا"
 فقال الأسد :"أي شروط؟"
فقالت البعوضة: "من يفوز يصبح ملك الغابة"
فأجاب الأسد: "بالتأكيد" لأنه كان يتوقع فوزا سهلا.
"أخبرني عندما تكون مستعدا" قالت البعوضة
"أنا دائما مستعد" أجاب الأسد
"لنبدأ إذن"
الأسد والبعوضة2

عند ذلك قفز الأسد نحو ورقة العشب حيث البعوضة ومخالبه مفتوحة، كي يسحق البعوضة، كانت البعوضة تتوقف ذلك ففتحت جناحيها وطارت ثم حطت على أنف الأسد ودخلت داخله وبدأت تلسعه هناك، بدأ الأسد يصيح من الألم ويترجاها لتتوقف، ولكن البعوضة واصلت لسعه، مرغ الأسد أنفه في الترب ولكن من دون جدوى...
كان الأسد يصرخ من الألم وقال للبعوضة:
"أرجوك توقفي عن لسعي، أنا أعترف بك ملكة على هذه الغابة، فقط توقفي واخرجي"
عند سماعها ذلك خرجت البعوضة من أنف الأسد وحطت فوق ورقة العشب، سعيدة وفخورة بنفسها، في حين انسحب الأسد مخذولا وخجولا من نفسه لأنه هزم من طرف بعوضة صغيرة ...
"كان ينبغي أن أكون ملكة منذ وقت طويل، أنا أذكى وأشجع وأجمل" قالت البعوضة بافتخار..
بينما كانت البعوضة تحتفل بنصرها، هبت ريح حملت ورقة العشب ووضعتها على شبكة عنكبوت، حاولت البعوضة الهرب ولكن كلما حاولت كلما علقت أكثر، شاهد العنكبوت أن البعوضة علقت في شبكته فاقترب ببطء ولتهم ملكة الغابة الجديدة....
باختصار هزم أسد قوي متعجرف من طرف بعوضة ذكية وأكثر عجرفة، ثم انتهت البعوضة الذكية المتعجرفة كعشاء لعنكبوت...
الحكمة من القصة: التعجرف دائما يسبق الهزيمة

تعليقات

  • فيسبوك
  • جوجل بلاس
جميع الحقوق محفوظة لـ قصص للاطفال

تصميم و تكويد