المراحل الأربعة لاكتساب المهارات
المراحل الأربعة لاكتساب المهارات:
وفقا للنموذج الكلاسيكي في علم النفس حول التعلم، قبل أن
نتقن أي مهارة هنالك أربع مراحل للتعلم أو التخصص التي نمر بها.
أي شيء نقوم به يتطلب الحضور الذهني أولا، ثم التعلم
وتطبيق المكتسبات، ثم التمرين. مجرد القراءة مثلا عن كيفية التفكير الايجابي أو
كيفية تنمية التحدي والمقاومة لن يوصلنا إلى ما نريد.
يجب علينا أولا معرفة المهارات التي نحتاجها ثم إدخالها
في تفكيرنا وسلوكنا، يبدوا الأمر سهلا أليس كذلك؟
إن فهمنا أن هنالك عملية تحدث في مراحل من أجل اكتساب
المهارات، سوف نكون اكثر صبرا ونفهم أنه لا شيء يحدث بين ليلة وضحاها.
وبفهمنا للمراحل الأربعة لاكتساب المهارات، سوف نركز على
العملية نفسها بدل التساؤل أين نحن من تعلم المهارة ولماذا لم نتقنها بعد.
وإليك الآن المراحل الأربعة لتعلم أي مهارة وقد ربطنا
هذه المراحل بتعلم مهارات التنمية البشرية ولكن الأمر يبقى صحيحا في أي مجال آخر:
1- عدم الوعي بعدم الكفاءة:
في هذه المرحلة لا تعلم ما هي مشاكلك ولا كيف تحددها، قد
تعلم أن هنالك أشياء غير صحيحة، ولكن ليست لديك فكرة عن كيفية إصلاحها.
الشخص في هذه المرحلة يحس أن شيئا ما مفقود، ولكنه لا
يدري كيف يحدده أو يجده فهو يتخبط في الظلام.
2- الوعي بعدم الكفاءة:
في هذه المرحلة أنت تعلم الكثير من مشاكلك، ولكنك لا زلت
تجهل كيف تحلها، قد تعلم ما هو مطلوب،
ولكنك لا تملك المؤهلات ولا الثقة بالنفس من أجل الحصول عليه، قد تحس بالضياع وسط
ما يتوجب عليك معرفته وتعلمه.
سرعان ما تحس أنك غير راض عن نفسك، عن علاقاتك، عن عملك،
وتحس أن عالق في قعر الزجاجة، تدرك انه يتوجب عليك فعل شيء ما، ولكنك تجهل ما هو،
تبدأ بالقراءة عن التنمية البشرية، وتحس بالضياع وسط الكم الكبير من المعلومات
التي يتوجب عليك معرفتها.
3- الوعي بالكفاءة:
في هذه المرحلة أنت تعلم كيف تحل مشاكلك ولكن الأمر
يتطلب وقتا وممارسة، أنت تعلم ما تعلمه وتستطيع تطبيقه ما دمت مركزا عليه. عليك أن
تكون واعيا وأنت تتبع الطريق وسوف يبدو لك الأمر غريبا وغير طبيعي لأنه خارج
المجال الذي تحس فيه بالراحة عند فعل الأشياء.
قد أدركت في هذه المرحلة أنه لا طريق آخر لتحسين نفسك
سوى أن تكرس نفسك للهدف والقراءة المستمرة حول الموضوع وفعل ما يتوجب عليك فعله.
إنه الوقت لتطبيق ما قرأت واكتشفت من معارف، الأمر صعب ولكنه ممتع لأنك تطور نفسك وحياتك
تتحول إلى حياة أكثر معنى ومردودية.
4- الكفاءة لا ادراكية:
في هذه المرحلة أصبحت ماهرا لدرجة أنك تفعل ما يتوجب
عليك فعله حتى دون التفكير فيه، فقد أصبح شيئا طبيعيا بالنسبة لك فأنت تفعله بدون
إدراك، مثال الكفاءة لا ادراكية هي تحدثك بلغتك الأم.
ها أنت الآن في طريق التنمية البشرية، أنت تعلم أنه هو
عملية متواصلة ودائمة، ولكن لأنك قد أدمجت التفكير الايجابي والعديد من العادات
الايجابية والتصرفات الايجابية في حياتك، فحياتك الآن ممتعة ومثمرة وأنت في تطور
دائم. أنت الآن لا تفكر بمنطق العقبات ولكن بمنطق الفرص التي تسمح لك بتحسين نفسك.
كما أشرت مسبقا هذه المراحل هي من أجل اكتساب أي مهارة
في أي مجال، وكل شيء قبل أن نجربه يبدو لنا سهلا حتى نجرب ونعي أنه ليس بتلك
السهولة التي ظننا من قبل ولكن بعد التمرين والجهد المتواصل يصبح أمرا طبيعيا لنا،
مثال على ذلك قيادة الدراجة، فقبل أن بجرنه يبدو أنه سهل ولكن بمجرد أن نجربه نسقط
وندرك انه يتطلب التمرين ثم بعد وقت يصبح أمرا عاديا ونفعله دون التفكير، وهكذا كل
الأشياء والمهارات في الحياة، داوم على التعلم والتمرين حتى تصبح أمرا عاديا
بالنسبة لك فأنت لا تكتسب مهارة جديدة فحسب بل تستفيد من حياتك إلى أقصى مدى.
قد يعجبك أيضا:
مواضيع ذات صلة