قصص للأطفال: الضفادع التي تمتطي الثعابين

قصص للأطفال: الضفادع التي تمتطي الثعابين

Friday, October 5, 2018 October 05, 2018

شارك الموضوع

قصص للأطفال: الضفادع التي تمتطي الثعابين:

كان هناك ثعبان مسن يعيش قرب جبل في إحدى الغابات، وكان الثعبان يتغذى بصيد الضفادع، ولكنه كلما تقدم في السن فقد سرعته ومهارته في الصيد، إلى أن جاء وقت لم يعد في مقدوره الصيد نهائيا، فقال في نفسه:

"لقد أصبحت عجوزا على الصيد، لن أتمكن من العيش طويل من دون طعام، والصيد يضعفني أكثر واكثر، علي التفكير في طريقة أحصل بها على الطعام من دون جهد".

فكر الثعبان العجوز كثيرا وفي النهاية خطرت له فكرة ليحصل على الطعام من دون جهد، ذهب إلى البركة المجاورة المليئة بالضفادع واستلقى على الضفة حيث تراه جميع الضفادع ولم يحاول صيد ولا واحد منها وتظاهر بعدم الاكتراث لها، في البداية هربت جميع الضفادع لمجرد رؤيته، ولكن عندما شاهدت أنه لا يكترث لها تشجعت واقتربت منه، وسأله أحدها:

"أيها الثعبان، لماذا لا تصطاد كما كانت عادتك دائما؟"

فرد الثعبان بعفوية:

"ليست لي رغبة في الأكل لأنّ لعنة نزلت علي، سوف أحكي لك قصتي، بينما أنا أصطاد الضفادع بالأمس هاجمت ابن أحد العفاريت وقد كان تصور على صورة ضفدع وآذيته، ولما علم العفريت بالأمر غضب كثيرا وقال لي: سوف أعاقبك أشد العقاب على إيذائك ولدي الصغير، وكعقاب لك قررت أنك من اليوم فصاعدا لن تستطيع صيد أي من الضفادع، وسوف تصبح خادما لها وتعيش فقط على ما تعطيك إياه ! وهكذا أنا هنا مستلقي في انتظار أي ضفدع بحاجة إلى خدماتي، يمكنني أن أحمل أي ضفدع على ظهري وأتجول به على ضفة البركة"

لما علم ملك الضفادع بأمر الثعبان قدم لرؤيته مصحوبا بوزرائه، ولما تأكد أن الثعبان لا ينوي مهاجمتهم قرر أن يقوم بجولة على ظهره...

حمل الثعبان ملك الضفادع على ظهره وطاف به حول البركة، استمتع الملك كثيرا بتلك الجولة، ثم ركب الوزراء واحدا تلوى الآخر وحتى بعض الضفادع جربت الأمر، واستمتع الجميع بخدمات الثعبان الذي كان ماهرا في الزحف والالتواء واسعاد الضفادع...

في اليوم الموالي تظاهر الثعبان بالضعف، وبدأ يزحف ببطء عن قصد، وأما ملك الضفادع فكان متحمسا ليبدأ يومه بجولة حول البركة على ظهر الثعبان، ولما شاهد حالة الثعبان سأل باستغراب:

"ما بك اليوم أيها الثعبان؟ تبدوا متعبا جدا، هل يمكنك أن تصحبني في جولة صباحية حول البركة؟"

فرد الثعبان:

"أنا ضعيف جدا ولا يمكنني الزحف، عذرا أيها الملك ولكنني لم آكل منذ أيام ويجب أن آكل شيء حتى أتمكن من اصطحابك في جولة حول البركة".

فكر ملك الضفادع في الأمر واستشار وزرائه وقرروا في النهاية إطعام الثعبان ضفدعا كل يوم حتى يتمكن من حملهم على ظهره، وهذا ما أراده الثعبان من البداية....

شكر الثعبان ملك الضفادع على كرمه، ومنذ ذلك اليوم أصبح يأكل كل يوم ضفدعا ويحمل الضفادع على ظهره حول البركة، ولكن في مدة قصيرة نقص عدد الضفادع ولم يبقى منهم إلا القليل، ولكن الملك كان متعلقا بشدة بالجولات التي يقدمها الثعبان لدرجة أنه لم يعد يكترث لعدد الضفادع، بل وأصبح سعيدا لنقص عددهم بعدما أقنعه الثعبان أن ذلك لمصلحته، حيث أنه لن يزاحمه الكثير على امتطاء ظهره...

وفي يوم من الأيام مر من البركة ثعبان أسود، ودهش كثيرا عندما رأى الضفادع تقفز على ظهر الثعبان وتمطيه حول البركة، فسأله مستغربا:

"هل فقدت عقلك يا صديقي، أنت تحمل الضفادع على ظهرك وكان المفروض أن تصطادها، أنسيت أنها طعامنا نحن الثعابين".

شرح الثعبان العجوز الحيلة للثعبان الأسود ثم قال:

"لقد اكتشفت هذه الطريقة السهلة للعيش وأنا سعيد بها، وحتى لو أردت الصيد فلن يمكنني ذلك لكبر سني..."

مع مرور الوقت أكل الثعبان معظم الضفادع، ثم انتقل إلى الوزراء ثم أقارب الملك وفي الأخير أكل الملك أيضا ولم يبقى في البركة ولا ضفدع.

الحكمة من القصة:

كن حذرا من الخداع حتى من أصدقائك.

شكرا على القراءة والمتابعة
لا تنسى تصفح والاعجاب على صفحة الفيسبوك
للمزيد من القصص اضغط هنا 
قد يعجبك أيضا:
قصص للأطفال: الرجل الكسول
قصص للأطفال: الأفعى وزوج الغربان
قصص للأطفال: الحمار الموسيقار
قصص للأطفال: الكهف الناطق
قصص للأطفال: الأسد والذئب وابن آوى