-->

March 25, 2018

March 25, 2018

قصص للأطفال: الرجل الكسول

Sunday, March 25, 2018 March 25, 2018

الرجل الكسول: حكاية من التراث الألماني

الرجل الكسول

كان يا مكان في قديم الزمان وفي إحدى مدن ألمانيا عاش رجل كسول لم يعمل يوما في حياته، كان يحسد الأغنياء كثيرا ويتمنى لو يملك مثل الذي يملكون.
"آه الفرق شاسع بيني وبين هؤلاء المترفين...لماذا ولدت بهذا الحظ السيء ؟ يا لتعاستي .... إنّ حياة الفقر لا تحتمل أبدا أبدا..." قال الرجل وهو يخاطب نفسه.
ثم سمع صوتا يقول له :"هاي أنت تعيس؟"
"ماذا؟ من يكلمني الآن؟ لا بدّ أنني كنت أتخيل ذلك"
ثم سمع الصوت مرة أخرى :"هل أنت تعيس؟"
خاف الرجل هذه المرة والتفت ناحية الصوت وإذا به يرى كائنا غريبا يكلمه.
"من أنت ؟ من أنت؟"
لقاء الكسول مع جالب النحس

"ألم تنادني؟"
"أنا لم أنادي أحدا"
"هذا غير صحيح، قلت أنك تعيس ولذلك حضرت، أنا جالب النحس هههههههههه"
خاف الرجل كثير وحاول الهرب ولكن جالب النحس أمسكه وقال له:
"لا داعي للهرب يمكننا أن نكون أصدقاء"
"لا لا أنا لا أعرفك أتركني أرجوك أتركني..."
"ماذا هل كنت تسخر منّي؟"
"لا لا أرجوك أنا لا أعرفك لا أريد صداقتك أتركني"
"لا بد أن هناك سبب لذلك هيا أخبرني"
أخذ الرجل جالب النحس إلى بيته وروى عليه قصته وتعاسة حظه وفقره، وكان الرجل يحسن الكلام فأشفق صاحب النحس عليه وقال :
"يا للمسكين.. حسنا لا بأس لا بأس، سوف أبقى معك منذ الآن"
الكسول يروي قصته

"ماذا ستبقى معي؟"
"نعم سأرشدك إلى وسيلة لكسب المال يا صديقي"
"ماذا وكيف ذلك؟"
"الأمر سهل، ستصبح طبيبا"
"طبيبا ! ولكنّي لا أعرف أي شيء في الطب"
"لا تقلق استمع إلى ما أقوله جيدا وافعل ما أقوله لك بالضبط ..."
أخذ جالب النحس يشرح للرجل الكسول عن الوسيلة التي تجعله طبيبا ثريا:
"اسمع في هذا البيت يوجد مريض، وأهله يعلمون أنّه سيموت، ادخل إلى الغرفة وابدأ بقياس نبضه ثم انظر إلى أعلى الفراش، عندما تجدني على رأسه هذا يعني أنّ المريض سيشفى وإذا وجدتني عند قدميه فهذا يعني أنّه سيموت، ولتشعر المريض بالاطمئنان أعطه بعض الدواء وقل له هذا هو علاجك ثم صفق ثلاث مرات وأختفي أنا والمريض يشفى، لا تقلق لا أحد سيراني ماعدا أنت"
وبالفعل نجحت خطة جالب النحس...
نجاح خطة جالب النحس

وهكذا أصبح الرجل الكسول طبيبا مشهورا بفضل مساعدة جالب النحس له، وجاءه المرضى من كل المدينة بالمئات، كان الجميع يؤمنون أنّه لا يخطأ أبدا، لكنّه كان كسولا بطبعه فلم يعبأ بمرضاه وانشغل عنهم، كما أنّه كان يرفض أن يعالج الفقراء، وبسبب شدّة كسله أفلس سريعا، وأثناء بحثه عن مريض ثري وجد نفسه عن باب قصر الملك....
كانت الأميرة تحتضر وقد وعد الملك من ينقذها أن يطلب ما يشاء.
"هذا ما كنت أبحث عنه سوف أحصل على مكافئة."
تقدم الرجل الكسول لعلاج الأميرة...
تقدم الكسول لعلاج الاميرة

ولكن جالب النحس وقف عند قدمي الأميرة مما يعني أنّها ستموت...
"المعذرة يا مولاي، يبدوا أنني وصلت متأخرا"
"ماذا ستموت ابنتي، أرجوك أنقذها سأجعلك وريث عرشي ويمكنك الزواج بالأميرة أيضا"
"ماذا أحقا ما تقول يا مولاي؟"
"نعم لن أخلف وعدي لك"
ترجى الرجل الكسول جالب النحس أن يقف عند رأس الأميرة لكي تشفى
"أرجوك يا جالب النحس قف عند رأس الأميرة"
"كلا ! هذا غير ممكن"
"أرجوك، سوف أعطيك نصف ثروتي عندما أصير ملكا"
"كلا ! لا أريد"
وهكذا رفض جالب النحس عرض الرجل الكسول، ولكن الكسول لم يستسلم ووضع خطة لخداع جالب النحس.
طلب الرجل الكسول من الحرس أن يديروا فراش الأميرة عندما يشير لهم بذلك وقال لجالب النحس:
"هل أنت متأكد أنك لن تتحرك من مكانك؟"
"نعم قلت لك لن أتحرك من مكاني، والأميرة سوف تموت"
وعندها أشار الكسول للحراس فأداروا الفراش بحيث أصبح جالب النحس يقف عند رأس الأميرة...
خداع جالب النحس

صفق الرجل الكسول ثلاث مرات كالمعتاد وبهذا شفيت الأميرة.
"لقد خدعتني ... سوف تنال جزائك سوف أنتقم منك"
فرح الملك كثيرا بشفاء ابنته وقرر الوفاء بعهده للرجل الكسول.
عاد جالب النحس إلى القصر ونادى الرجل الكسول :
"أنا آسف لما حدث" قال الرجل الكسول
"لا بأس لقد أصبحت وريث العرس الآن، أنت رجل محظوظ"
"هل تشعر بالفرح؟"
"لا أستطيع أن أشعر بالفرح"
"ولكن لماذا؟"
"اتبعني وسوف تعرف"
تبع الرجل الكسول جالب النحس ومن دون أن يشعر وجد نفسه في مكان غريب مليء بالشموع، فقال له جالب النحس:
"إن ما فعلته يعد خطأ كبيرا، وبما أن الأميرة لم تمت فعليك الآن أن تموت مكانها"
"ماذا؟؟ أرجوك لا أريد أن أموت سامحني أرجوك"
"لا أستطيع كان على أحد أن يموت وأنت تدخلت وعليك أن تموت"
"أرجوك سامحني لن أخدع أحدا بعد اليوم سوف أكون شخصا طيبا"
"حسنا عليك أن تشعل هذه الشمعة من الشمعة التي تكاد تنطفأ، فإن نجحت سوف أسامحك"
وأعطى جالب النحس شمعة كبيرة للرجل الكسول، ولكنه بدل أن يحاول إشعالها واصل حديثه وترجيه لصاحب النحس أن يسامحه وظن أنه سوف يؤثر عليه، ولكن جالب النحس أصر على موقفه وعندما أراد الكسول أن يضيء الشمعة كان الوقت قد فات وانطفأت الشمعة الأولى....
فشل الكسول في الامتحان

كان الرجل الكسول لا يفكر إلا بنفسه وكسله هو الذي أضاع عليه فرصته الأخيرة في النجاة وبذلك انتهى إلى الأبد....
هذا هو جزاء من يحتال في هذه الدنيا ولا يكون شخصا صالحا....
شكرا على القراءة والمتابعة.

لا تنسى تصفح والاعجاب على صفحة الفيسبوك 
للمزيد من القصص اضغط هنا 

قد يعجبك أيضا:



تعليقات

  • فيسبوك
  • جوجل بلاس
جميع الحقوق محفوظة لـ قصص للاطفال

تصميم و تكويد