قصص للأطفال: الامبراطور والرداء العجيب
الامبراطور والرداء العجيب: حكاية من التراث الدانيماركي:
كان يا مكان في قديم الزمان وفي مكان بعيد كان يعيش هناك
إمبراطور. كانت لهذا الامبراطور عادات سيئة كثيرة ومن بينها عادة الأكل السريع،
والعادة الأكثر سوءا هي حب الملابس الجديدة وتغييرها كل ساعة.
لم يكن هذا الامبراطور يهتم بشأن شعبه لأنه كان يقضي كل
وقته إما في الأكل أو في تغيير ملابسه، لذا كان شعبه يعيش في فقر شديد وقد عمت
الفوضى في الامبراطورية.
وفي يوم من الايام قدم إلى الامبراطورية رجلان...
قال أحدهما للآخر: "لا بد أن هذا قصر الامبراطور
الذي يفضل الملابس على كل شيء".
"نعم نعم ، هيا بنا إلى العمل"
بدأ هذان الرجلان يناديان بأقصى صوتهما :"نساجان
ماهران، ينسجان الملابس الرائعة، هيا من يريد ملابس رائعة لا مثيل لها"
في الحقيقة هما ليسا نساجين وإنما محتالين محترفين...
سمع الامبراطور نداء المحتالين فأمر خدمه بإدخالهما في
الحال، وبهذا انطلت عليه الخدعة ودخل المحتالين القصر.
سألهما الامبراطور :"ما هو هذا اللباس العجيب ومن
أي شيء يصنع، أخبروني في الحال ؟".
فرد عليه أحدهما: "إنه مصنوع من خيوط غير مرئية ولا
يراه الأغبياء"
وأضاف الآخر :"نعم يا مولاي لا يستطيع رؤيته إلا
الأذكياء فقط"
تعجب الامبراطور جدا من هذا الحديث، وطلب منهما أن يصنعا
له ثوبا في الحال.
منذ ذلك اليوم والمحتالان يعملان في غرفة مغلقة من
الصباح إلى المساء، ولم يكن يسمع سوى صوت النول وهو يدور.
أما الامبراطور فقد كان قلقا وشديد الرغبة في رؤية الثوب
الجديد، ولكنه خشي أن يدخل الغرفة ولا يرى شيء، لذا لم يتجرأ على الدخول.
خطرت للإمبراطور فكرة وقال في نفسه: "سوف أرسل أحد
أفراد حاشيتي ليرى اللباس الجديد، وبهذا أعرف من منهم الذكي ومن الغبي، وسوف أبدأ
بأذكى الوزراء".
وذهب الوزير إلى الغرفة ليرى الثوب الجديد، وأدخله
الرجلان وبدآ يصفان له روعة الثوب ويطلبان منه أن يتحقق منه بنفسه، ولكن الوزير
المسكين لم يشاهد شيء، ولكنه خشي أن يقول أنه لا يرى شيء وأن يوصف بالغباء فتظاهر
أنه يلمس الثوب وأبدى إعجابه به...
عاد الوزير إلى الامبراطور وأخبره أن الثوب رقيق وناعم وزاد
بمدحه للقماش والخياطة، سعد الامبراطور لهذا الخبر ولكن بعد بضعت أيام ازداد شوقه
لما يدور خلف الجدران فأرسل أحد كبار حاشيته لمعرفة ما توصل النساجان إليه..
وكما حدث مع الوزير لم يرى كبير الحاشية شيء وخشي أن
يقال عنه أنه غبي فقال : "لم أرى في حياتي لباسا بهذه الروعة من قبل"
وذهب ليخبر سيده بذلك.
"صدقني يا مولاي إنه رائع ، رائع جدا..."
لقد كان قلب الامبراطور ينبض بقوة شوقا لمعرفة سر اللباس
العجيب...
وأخيرا أصبح اللباس جاهزا...
دخل أحد الخدم مسرعا وقال للإمبراطور: "سيدي، سيدي،
اللباس الغير مرئي جاهز".
أسرع الإمبراطور إلى غرفة المحتالان ليرى بنفسه اللباس
العجيب ...
"أين هو اللباس العجيب، أين هو؟"
"هذا هو" وأشار المحتالان إلى علبة فارغة.
صدم الإمبراطور بذلك فهو لم ير شيء وهذا يعني أنه غبي
....
"اللباس أمامك يا مولاي
ما ذا حل بك؟"
"فعلا فعلا إنه جميل جدا، لم أرى في مثل جماله في
حياتي صدقوني" قال الإمبراطور ذلك لكي لا يقال عنه أنه غبي.
"أليس كذلك أيها الوزير؟"
"بالفعل يا مولاي كما قلت"
وعندها قال أحد المحتالين: "حسنا يا مولاي أنا واثق
أنك تريد أن تجربه"
وبالفعل نزع الإمبراطور ثيابه وبدأ يضع الملابس غير
المرئية عليه، ثم ذهب إلى المرآة ليرى نفسه، ولكنه مجددا لم يرى سوى جسم عار...
امتدح الجميع اللباس الغير مرئي خشية أن يوصف أحدهم
بالغباء وعندها شعر الإمبراطور بالارتياح وقرر أن يخرج إلى الشعب ليراه ويقيم
احتفالا...
وهكذا أصبحت حكاية الملابس الغير مرئية حديث المدينة،
وعندما ظهر بها الإمبراطور أمام الناس أبدى الجميع إعجابهم بها وبجمالها فلم يكن
أحد يحب أن يوصف بالغباء فتظاهر الجميع أنهم يرونها...
ولكن طفلا بدا في الضحك وقال :"الإمبراطور لا يلبس
شيء، الإمبراطور عار هههههههه"
عندها بدأ الناس يقرون بأن الإمبراطور عار وبدأوا
يضحكون، كان الإمبراطور يعلم أنه عار ولكنه يبقى الإمبراطور فتمالك نفسه وأمسك
غضبه وواصل الموكب وكأن شيء لم يكن...
أثناء ذلك كان المحتالان قد ابتعدا عن المدينة وهما
محملان بالغنائم، إنهما يبحثان الآن عن إمبراطور خرف آخر معتد بنفسه ومعتقد أنه
أذكى من الآخرين.
منذ ذلك الوقت لم يعر الإمبراطور أي اهتمام للملابس ومنذ
ذلك الوقت ازدهرت إمبراطوريته.
كان
الإمبراطور بحاجة إلى محتالان وصبي بريء ليوقظه من غفلته وأحلامه....
قد يعجبك أيضا:
مواضيع ذات صلة