كيف تكون سعيدا؟
كيف تكون سعيدا؟
السعادة في حياة الفرد أمر ضروري فمقدار سعادته تأثر على صحته سواء بالإيجاب أو السلب وحتى على
طول أو قصر عمره، ولكن السعادة ليست أمرا يحدث لوحده، كل شخص في مقدوره تغيير أمرر
صغيرة في تصرفاته ومحيطه وعلاقاته من شأنها أن تضعه في الطريق نحو حياة سعيدة.
1- في مجال الأفكار:
السعادة تأتي في أحيان كثيرة من داخلك، تعلم كيف تروض الأفكار السلبية وأن تبدأ كل يوم بتفاؤل.
تغلب على الأفكار السلبية:
من عادة البشر تذكر التجارب السيئة بدل الحسنة، فهذا
أسلوب تألم مع الحياة: التفكير في التجارب السيئة والمحزنة واستخلاص الدروس والعبر
كي نتفاداها في المستقبل.
ولكن من شأن هذا التفكير أن يخلق لدينا أفكار سلبية و أن
يهز ثقتنا بأنفسنا، لذا عليك العمل بجد من أجل أن تتغلب على هذه الأفكار وإليك
الطريقة:
- لا تحاول إيقاف الأفكار السلبية. عندما تقول
لنفسك "لا يجب أن أفكر في هذا الشيء"، يجعلك تفكر فيه أكثر. بدلا من ذلك
تقبل وجود هذه الأفكار فهي حقيقة وإنكارها لن يمحوها.
- عامل نفسك كصديق. عندما تراودك الأفكار السلبية
اسأل نفسك ما هي النصيحة التي كنت سوف تقدمها لصديقك لو راودته نفس الأفكار؟ الآن
طبق تلك النصيحة على نفسك.
- تحدى تلك الأفكار السلبية. حاول أن تنظر إلى
تلك الأفكار بنظرة أقل سوء أو من زاوية إيجابية، فمثلا بدل أن تقول "لقد فشلت
في انجاز هذا العمل" قل "أنجزت العديد من الأعمال في حياتي المهنية،
وهذا الفشل هو مجرد عثرة في الطريق ولا يعبر عن مستواي، سوف أتعلم منه وأكون أفضل
في المستقبل." عندما تراودك هذه الأفكار إليك بعض الأسئلة لتسألها لنفسك.
إبدا بكتابة تلك الأفكار على ورقة، مثلا "لدي مشاكل
في العمل وقد بدأت أشك في قدراتي". ثم اسأل نفسك:
*
ما مدى صحة هذه الفكرة؟
* هل هي مبنية على حقيقة أم إحساس؟
* هل يمكن أن أكون مخطأ في اعتقادي؟
* كيف يمكن لشخص آخر أن ينظر إلى المشكلة بشكل مغاير؟
* كيف كنت لأنظر إلى هذه المشكلة لو حدثت لشخص آخر؟
خلاصة: الأفكار السلبية تحدث لنا جميعا، ولكن إن تقبلنا
وجودها وتحديناها فنحن بذلك نقطع شوطا كبيرا نحو حياة أكثر سعادة.
- مارس التأمل عبر التنفس. تشير الدراسات إلى فائدة هذه الطريقة ، فهي
تساعد على التقليل من القلق والتوتر و صعوبة النوم وقلة التركيز، إنها طريقة سهلة
أيضا:
* اجلس في مكان هادئ.
* أغمض عيناك.
* خذ نفسا طويلا بأنفك ببطء.
* احبس نفسك قليلا.
* ثم اخرج النفس من فمك ببطء أيضا.
* ركز تفكيرك على النفس وحسب، وإن راودتك أفكار أخرى فقط
ارجع إلى التفكير في التنفس.
* افعل ذلك لمدة 5 دقائق يوميا كبداية وعندما تتعود
عليها وتحس بفائدتها تستطيع تطويل المدة أو تكرار العملية عدة مرات في اليوم.
- أعد كتابة قصة حياتك. الكتابة عن الذات أو التجارب الخاصة – ثم
إعادة كتابتها- قد يؤدي إلى التغيير من التصرفات وسعادة أكثر.
بعض الأبحاث تشير إلى أن كتابة مذكرات الشخص لمدة 15
دقيقة في اليوم قد يؤدي إلى زيادة السعادة وتحسن الذات، وذلك لأنها تسمح لنا
بالتعبير عن مشاعرنا ووعينا بظروفنا ومحاولة حل المشاكل الداخلية، أو يمكنك الذهاب
أبعد من ذلك والتركيز على تحد واحد وكتابة قصتك معه ثم إعادة كتابتها من وجهات نظر
مختلفة.
جميعنا يكتب قصة حياته من منظوره الشخصي للأمور، ولكن
أحيانا نكون مخطئين في نظرتنا للأمور، فعندما نكتب تجاربنا ثم تعديلها نستطيع
تغيير نظراتنا الخاطئة لبعض الأشياء وتغيير نظرتنا لأنفسنا وللحواجز التي تقف
بيننا وبين تحسين ظروفنا.
- تحرك أكثر. عندما نتحرك ولو قليلا نحس بتحسن أكثر من أن
لو بقينا جالسين أو مستلقين. لا نعلم يقينا إذا كانت الحركة تجلب السعادة أو أن
الأشخاص السعداء يتحركون أكثر ولكننا نعلم يقينا أن الحركة تجلب الصحة والتحسن.
- كن متفائلا. جزء من التفاؤل هو أمر وراثي، ولكن الجزء
الآخر هو أمر يمكن تعلمه وممارسته يوميا، حتى لو كنت تعيش في عائلة أفرادها
متشائمون تستطيع أن تجد ذلك الشعاع من الأمل والتفاؤل إن بحثت أكثر، التفاؤل لا
يعني تجاهل المشاكل والصعاب وإنما تغيير نظرتك لها والبحث عن النقاط الإيجابية
فيها، بعد خسارة وظيفة مثلا الكثير من الناس سوف يحس بالإحباط ويقول: "لن
أتجاوز هذه المحنة أبدا"، ولكن الشخص الإيجابي سوف يقبل الواقع ويقول:"
الأمر سيكون صعبا ولكن هذه فرصة لإعادة التفكير في مستقبلي وإعادة تسطير أهدافي،
والبحث عن وظيفة أكون فيها سعيدا".
التفكير في أشياء إيجابية وإحاطة نفسك بأناس إيجابيين يساعد
كثيرا، التفاؤل مثل التشاؤم شيء معد، إذن أحط نفسك بأناس إيجابيين.
2- في مجال البيت:
المكان الذي تعيش فيه ، بلدك ، مدينتك، الحي الذي تسكن
فيه وبيتك كلها أشياء لها تأثير على سعادتك.
ابحث عن المكان الذي تكون فيه سعيدا:
سلم السعادة هو مقياس يستعمل من أجل قياس مدى سعادة
الأفراد، تخيل سلما مكونا درجات حيث تمثل الدرجة السفلى الرقم 0 وهي أدنى مستويات
السعادة، والدرجة الأعلى الرقم 10 وهي أعلى درجات السعادة، في أي درجة من السلم
تضع نفسك ؟
يستعمل سلم السعادة في قياس ومقارنة نسبة السعادة في دول
العالم، التقرير العالمي للسعادة يرتب البلدان حسب نسبة سعادة سكانها، وقد احتلت
النرويج صدارة الترتيب ثم الدنمارك وأيسلندا ثم سويسرا ففنلندا، نلاحظ أن الدول
ذات الاقتصاد الضخم كالولايات المتحدة واليابان لم تصنف حتى ضمن العشر دول الأكثر
سعادة (الولايات المتحدة المرتبة 14، اليابان المرتبة 51) والدول التي احتلت مؤخرة
الترتيب كانت الدول التي تعاني من حروب أو كوارث طبيعية.
بين التقرير أن هنالك ست عوامل تؤثر في سعادة الأفراد في
أي دولة من العالم وهي:
·
الدخل الفردي.
·
المساعدة أو الدعم من المجتمع.
·
الرعاية الصحية.
·
الحرية الاجتماعية.
·
الكرم.
·
غياب الفساد.
رغم ان التقرير موجه لسياسات الدول إلا أن هناك أشياء
تستخلص منه من أجل السعادة الشخصية: ابحث عن عمل دائم ومرض، حاول جهدك أن تعيش في
مكان سعيد، ابحث عن مجتمع يدعمك، اعتني بصحتك، كن كريما (في المعاملة، والوقت
والمال) حتى تحقق السعادة الشخصية.
اختر جماعة سعيدة تنتمي إليها
الجماعة أو الحي الذي تنتمي إليه يمكن ان يزيد من مستوى
سعادتك، والحي الأمثل هو الذي تتوفر فيه هذه الشروط:
·
جماعة منفتحة وتقبل الغير.
·
حي جميل بمساحات خضراء وأشجار أو اي منظر
جميل.
·
فرص اقامة العلاقات بين أفرادها.
الخلاصة هي أنك إن لم تحس أنك فرد من حيك او جماعتك
فارحل عنها وابحث لك عن حي آخر لتسكن فيه إن أمكن، أو كون أصدقاء جدد تتشارك معهم
في اهتماماتكم.
اقض وقت أطول في الطبيعة
تشير الدراسات إلى أن الأفراد الذين يقضون أوقات أطول في
الطبيعة تتحسن صحتهم الذهنية والجسدية، أشعة الشمس تفيد كثير جسمك فلا تبخل عليه
بالبعض منها من وقت لآخر.
تخلص من الأشياء الغير نافعة
الأشياء التي لا تستعملها في المنزل تسبب الفوضى وحسب،
وعدم الترتيب في البيت يسبب الازعاج والقلق الزائد، فعليك أن تجعل المكان الذي
تعيش فيه مرتبا ومنظما وأن تتخلص من الأشياء التي لا تحتاجها.
اجعل غرفة نومك مكانا جميل
غرفة أو مكان نومك هو المكان الذي تلوذ بالفرار إليه بعد
يوم ملئ بالمتاعب، تشير الدراسات إلى أن الأشخاص الذين ينامون بشكل جيد يكونون
أكثر سعادة، وعليه فعليك أن تجعل من غرفة نومك مكانا ترتاح فيه وتحب الذهاب إليه
حتى تنعم بنوم هادئ وتكون مستعدا لمواجهة مشاق اليوم الموالي، لا تجلب عملك إلى
مكان نومك فذلك سيحفز عقلك على النشاط بدل الراحة وسوف تجد مشقتا في الخلود إلى
النوم، لا بأس بقراءة روايات أو قصص ممتعة قبل نومك فذلك يساعدك على النوم، احرص
على أن لا تجعل في مكان نومك تلفازا أو جهازا الكتونيا، وتخلص من أي مصدر للضوء
وانعم بليلة هادئة.
3- في مجال العلاقات:
الانسان كائن اجتماعي بطبعه ولذلك يكون أسعد برفقة
الناس.
اقض وقتك مع أناس سعداء
تشير الدراسات أن البقاء مع أناس سعداء يزيد في احتمال
سعادتك أنت أيضا، فالسعادة شيء معد، لذا عليك أن تحرص على مرافقة الأشخاص السعداء
في حياتهم وأن تكون قربهم.
الحيوانات الأليفة تجعلنا أسعد
اقتناء حيوان أليف يزيد من سعادتك، فالبعض يقول أنه يؤنسه
وكأنه فرد من العائلة، وجميعنا سمع عن قصص وفاء الكلاب، فالحيوان الأليف بمثابة
الصديق الذي لن يخونك ويبقى دائما معك ويشعرك بروح المسؤولية وبذلك يزيد تقديرك
لنفسك وبالتالي سعادتك.
يمكنك أن تكون سعيدا رغم عدم زواجك
الزواج قد يزيد من مقدار سعادتك، ولكن ليس بالشكل الذي
يتصور البعض، فإن كنت شخصا سعيدا بطبعك ذلك أن سعادتك تنبع من مصادر أخرى ،
فالزواج سيزيدها بقدر ضئيل ، فهذا يعني أنه باستطاعتك أن تكون سعيدا من دون زواج
وذلك بتكوين شبكة من الأصدقاء الذي تتشارك معهم في اهتماماتك.
4- في مجال العمل والمال:
الكثير من المال لن يجعلك بالضرورة شخصا سعيدا، ولكن عمل
تحبه ووقت فراغ تستغله في هواياتك تساعدك على أن تكون سعيدا.
المال لا يشتري السعادة
في أحيان كثيرة نكون مخطئين بخصوص الأشياء التي ستجعلنا
سعداء، الكثير من الناس يعتقد أن المال يجعلهم سعداء، ولكن كم من المال يحتاج شخص
لكي يكون سعيدا؟ قد يقول شخص أنه يحتاج إلى بيت كبير وسيارة جميلة ومقدار من المال
حتى يكون سعيدا، وعندما يحصل على ذلك تراه يسعى وراء شيء أكبر وهكذا. هذه الحالة
تسمى دوامة المتعة، وهي أن يسعى الانسان إلى امتلاك شيء ما وعند امتلاكه يحس بقدر
من السعادة ولكن سرعان ما يعود إلى مستوى السعادة التي كان عليها قبلا ويعتقد
مجددا أنه لو امتلك شيء آخر أكبر يصبح سعيدا وهكذا ... ولن يصبح سعيدا أبدا.
المال يساعدنا في حياتنا ويجنبنا القلق من المستقبل
ولكنه لا يشتري السعادة.
ابحث عن عمل له هدف
كلنا يتذمر من عمله، ولكن الحقيقة أنه يلعب دور هاما في
مدى سعادتنا فهو الذي يمكننا من توفير احتياجاتنا اليومية، بالإضافة إلى أننا نقضي
معظم وقتنا فيه، فإن لم نكن سعداء في عملنا فهذا يعني أننا لسنا سعداء في حياتنا.
ولكن ما الذي يجل الناس تتذمر من عملها؟ السبب الرئيسي
لذلك هو أنهم لا يجدون هدفا أو غاية من وراء عملهم، فهو مجرد عمل يوفر لهم المال
وحسب، الأشخاص الذين يجدون في عملهم غاية نبيلة هم الأشخاص السعداء في عملهم، هذا
لا يعني أن ليس لهم مشاكل ولكنهم يتقبلونها في سبيل الغاية التي يرونها في عملهم.
إن لم تتمكن من إيجاد عمل له غاية أو هدف بالنسبة لك،
فحاول أن تجد غاية أو هدفا في عملك فهذا سيسهله عليك جدا ويحسن أداءك والتزامك فيه
ويزيد من سعادتك.
شراء الوقت يزيد في سعادتك
عندما تنفق المال في أشياء توفر لك الوقت فهذا يزيد من
سعادتك، فمثلا شراء طعام جاهز يوفر لك ساعة أو أكثر من أجل الطهي وتستطيع استغلال
هذا الوقت في أشياء تستمتع بها وهذا سيزيد من سعادتك.
5- الحياة السعيدة
كونك كريم وحنون وطيب مع الآخرين هو طريق أكيد للسعادة،
ولكن لا تنسى أن تكون كذلك مع نفسك.
كن كريم:
الكرم يجعل الناس سعداء، فكما ذكرنا سابقا الكرم هو أحد
العوامل المؤثرة في مستوى السعادة، الدراسات تشير إلى أن الأشخاص الكرماء يكونون
أكثر سعادة من الأشخاص الأنانيين، مجرد التفكير في الكرم يحفز العقل على أن يكون
سعيدا.
تطوع في الأعمال الخيرية:
التطوع في الأعمال الخيرية يساهم في تقوية صحتك البدنية
والنفسية ويزيد من عمرك، كما أن التطوع يزيد من إصرارك و قدرتك على تخطي الصعاب
والنكسات في الحياة والأحزان.
أعط لنفسك بعض الوقت للراحة:
هل تعامل نفسك كما تعامل صديقا عزيزا أو أحد أفراد
عائلتك المقربين؟ الاجابة على هذا السؤال تعطيك فكرة على الطريقة التي تعامل بها
نفسك، فان كنت قاسيا معها ولا تعطيها الوقت للراحة ولا تتفهمها فبالمقابل لن تكون
سعيدا في حياتك، عامل نفسك كصديق حميم وسترى النتائج التي تسعدك.
شكرا على القراءة والمتابعة
مواضيع ذات صلة