-->

نوفمبر 10, 2018

نوفمبر 10, 2018

قصص للأطفال: الفيلة والأرانب البرية

السبت، 10 نوفمبر 2018 نوفمبر 10, 2018 78

قصص للأطفال: الفيلة والأرانب البرية:

قصص للأطفال الفيلة والأرانب البرية

عميقا في الأدغال عاشت مجموعة من الفيلة قرب بركة من الماء، كانت البركة مصدرا للشرب والتبريد من حرارة الصيف الحارة، ولكن مع اشتداد الحرارة بدأت البركة بالجفاف والتقلص يوما بعد يوم، حتى أصبح الماء بالكاد يكفي الفيلة للشرب.
أصيبت الفيلة بالقلق والذعر من نقص الماء ولم تعلم ما تفعل، فذهبت إلى ملكها لعله يجد لهم حلا وقالت له:
"أيها الملك، لقد شارفت البركة على الجفاف وصغارنا تكاد تقتلها الحرارة الشديدة وإن لم نفعل شيئا فسوف نموت جميعنا من العطش بعد أن تجف البركة كليا، علينا الرحيل إلى مكان آخر حيث يوجد ماء كثير".
بعد التفكير لمدة قال الملك:
"أتذكر بحيرة مليئة بالماء في الجانب الآخر من هذه الغابة، ولا بد أنها لا تزال مليئة بالماء حتى الآن فهي كبيرة جدا، علينا الرحيل إلى هناك، ولكن المسافة بعيدة جدا وعلينا الانطلاق من الآن".
قصص للأطفال الفيلة والأرانب البرية2

وبهذا قررت الفيلة مغادرة المكان إلى البحيرة البعيدة، وبعد مسير خمسة أيام وخمس ليال وصلوا أخيرا إلى البحيرة، كانت بالفعل كبيرة جدا ومليئة بالماء.
كانت الأرض المجاورة للبحيرة مليئة بالجحور التي تعيش فيها الأرانب البرية، ومن لهفت الفيلة عند مشاهدتها الماء اندفعت مسرعة نحوه، وهذا ما دمرّ الكثير من الجحور وماتت العديد من الأرانب تحت أقدام الفيلة وأصيب الكثير منها أيضا، ومن كان محظوظا استطاع الهرب بعيدا...
قصص للأطفال الفيلة والأرانب البرية3

من يكن في وسع الأرانب البرية فعل أي شيء لإيقاف الفيلة الضخمة، وعند مغادرتها عادت الأرانب إلى جحورها المدمرة والأسف والحزن يخيم عليها.
قالت إحداها:
"يا إلاهي لقد دمرت الفيلة معظم جحورنا وبسبب ندرت المياه سوف تأتي هنا كل يوم، علينا التفكير في حل لهذه المشكلة وإلا فيجب علينا مغادرة هذا المكان لنحافظ على حياتنا".
فرد أحد الأرانب بغضب:
"لا يستطيع أحد إجبارنا على مغادرة هذا المكان، هذه البحيرة هي أرض أجدادنا ولا يجب أن نتركها بهذه السهولة، لو استطعنا إخافة الفيلة فلن تعود إلى هنا من جديد، أعتقد أنني أستطيع التفكير في حيلة جيدة لإخافتها، قد نكون صغار الحجم مقارنة بالفيلة ولكننا نمتلك عقولا نستطيع الاستفادة منها والتغلب على الفيلة الضخمة..."
بدأ الأرنب في تنفيذ خطته، كانت الفيلة تقضي يومها في الأدغال تأكل العشب، وحين تمتلأ بطونها في المساء تأتي إلى البحيرة لتشرب و تتمرغ في الوحل وتستحم، وقف الأرنب على إحدى الصخور المطلة على البحيرة وفي المساء عند عودة الفيلة تقدم من ملكها وقال له:
"أيها الفيل الشرير، أنا أمنعك من العودة إلى هذه البحيرة من جديد، إنها ملك لإله القمر، اجمع قطيعك وعد فورا"
قصص للأطفال الفيلة والأرانب البرية4

فوجئ ملك الفيلة بما قاله الأرنب ولم يجرئ على مخالفة إله القمر، ولكنه لم يشأ أن يبدو جبانا أمام أصحابه فرد قائلا:
"ولماذا أصدقك أيها الأرنب الصغير؟ هذه البحيرة ملك للجميع والكل له الحق أن يأتي إليها"
فرد الأرنب:
"نحن خدم إله القمر الذي يملك هذه البحيرة، وأنت البارحة قد دمرتم منازلنا وقتلتم الكثير منا تحت أقدامك، وإله القمر غاضب جدا مما فعلتموه وقال لي أن أخبركم ألا تعودوا إلى هنا وإلا سوف يقضي عليكم جميعا، وأخبرني أيضا أن تذهب أنت ملك الفيلة وتنحني أمامه معتذرا عما بدر منكم ثم ترحلوا ولا تعودوا إلى هنا مجددا"
خاف ملك الفيلة مما قاله الأرنب وصدق حكايته، ثم طلب من الأرنب أخذه إلى مكان إله القمر حتى يعتذر وتنحني امامه، فقال له الأرنب:
"إنه الآن في بيته في البحيرة حزين على أتباعه الذين ماتوا بالأمس، هيا اتبعني حتى آخذك إليه لتعتذر منه"
قصص للأطفال الفيلة والأرانب البرية5

أخذ الأرنب ملك الفيلة إلى البحيرة وبما أنه كان المساء فقد انعكس القمر على البحيرة، ولما شاهد ملك الفيلة صورة القمر على الماء ظنّ أنه إله القمر فانحنى واعتذر ثم ذهب مسرعا هو وأصحابه ولم يعودوا إلى البحيرة منذ ذلك اليوم، وعاشت الأرانب في سلام في بحيرتها بفضل ذكاء صديقنا الأرنب.

العبرة من القصة:

تعليقات

  • فيسبوك
  • جوجل بلاس
جميع الحقوق محفوظة لـ قصص للاطفال

تصميم و تكويد